
الصحة اليومية
·22/07/2025
تكشف دراسة رائدة نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية أن شكلًا مخمرًا من ستيفيا، وهو بديل شائع للسكر، يُظهر وعدًا كبيرًا في استهداف خلايا سرطان البنكرياس والقضاء عليها. يشير هذا البحث إلى أن ستيفيا، عند تحويلها بيولوجيًا ببكتيريا معينة، يمكن أن تقدم نهجًا جديدًا وفعالًا لمكافحة أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية ومقاومة للعلاج، مع ترك الخلايا السليمة دون أن تصاب بأذى.
اكتشف الباحثون أن ستيفيا، عند تخميرها باستخدام Lactobacillus plantarum SN13T، وهي بكتيريا موجودة في أوراق الموز، تتحول إلى مركب قوي قادر على تدمير خلايا سرطان البنكرياس (PANC-1) بشكل انتقائي. أظهر هذا المستخلص المخمر من ستيفيا، والمسمى FSLE، فعالية فائقة مقارنة بستيفيا غير المخمرة، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم للتحول البيولوجي الميكروبي في تعزيز خصائصه العلاجية.
قام فريق البحث بتحسين عملية التخمير، ووجد أن 72 ساعة عند 37 درجة مئوية في بيئة لاهوائية أسفرت عن FSLE الأكثر فعالية. تشمل النتائج الرئيسية ما يلي:
ستيفيا، المشتقة من نبات Stevia rebaudiana، معروفة على نطاق واسع كبديل للسكر خالٍ من السعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة ترفع مكانتها إلى ما هو أبعد من مجرد مُحلي. يُعزى تحويل مستخلص ستيفيا إلى عامل مكافحة السرطان إلى إنزيمات معينة تنتجها سلالة Lactobacillus plantarum SN13T أثناء التخمير. ينتج عن هذا التحويل الميكروبي مركبات مثل CAME، وهي أكثر فعالية بكثير ضد الخلايا السرطانية من سلائفها غير المخمرة.
يخطط فريق البحث لتقديم نتائجهم من المختبر إلى الدراسات في الجسم الحي، مع التجارب القادمة على الفئران. ستقوم هذه المرحلة التالية بتقييم فعالية ستيفيا المخمرة داخل الأنظمة الحية المعقدة، مع الأخذ في الاعتبار الاستجابات المناعية والتمثيل الغذائي. لا يعمق هذا البحث فهم التحول البيولوجي الميكروبي فحسب، بل يفتح أيضًا طرقًا جديدة لاستخدام البروبيوتيك كعوامل طبيعية مضادة للأورام. إن إمكانية أن تصبح ورقة بسيطة مثل ستيفيا، عند دمجها مع الميكروبات المناسبة، سلاحًا قويًا ضد السرطان هي احتمال واعد للاستراتيجيات العلاجية المستقبلية.