
الصحة اليومية
·04/07/2025
كشف بحث جديد عن الآليات الجزيئية التي من خلالها يضعف تلوث الهواء وظائف الرئة، ويؤثر تحديدًا على عملية التنظيف الذاتي للرئتين ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى. والأهم من ذلك، حددت الدراسة أيضًا علاجًا محتملاً لاستعادة وظائف الرئة، مما يوفر بصيص أمل في مكافحة الآثار الصحية واسعة النطاق لتلوث الهواء.
ألقت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز IFReC بجامعة أوساكا، ونُشرت في مجلة "Clinical Investigation"، الضوء على كيفية إتلاف تلوث الهواء للمسالك الهوائية. في حين أن الآثار الضارة لتلوث الهواء معروفة جيدًا، إلا أن الآليات الجزيئية الدقيقة وراء هذا الضرر لم تكن واضحة في السابق.
تنشأ جزيئات PM2.5، التي يبلغ قياسها 2.5 ميكرومتر أو أقل في القطر، من مصادر مختلفة بما في ذلك عوادم المركبات ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم والمرافق الصناعية. تولد هذه الملوثات أنواع الأكسجين التفاعلية، مما يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يتلف الخلايا والأنسجة.
اكتشف الباحثون أن هذه الملوثات تؤكسد الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs) في أغشية الخلايا الهدبية. ينتج هذا الأكسدة جزيئات تفاعلية تسمى الألدهيدات المشتقة من بيروكسيد الدهون في القصبات الهوائية. يعدل تفاعلها الخلايا، مما يؤدي إلى خلل وظيفي وتلف يمكن أن يمتد إلى الأهداب. عند تلفها، تتضاءل قدرة هذه الخلايا والأهداب المرتبطة بها على إزالة الحطام من الرئتين، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى.
في سعيهم لعكس تلف الخلايا واستعادة الوظيفة الطبيعية، قام الباحثون بالتحقيق في جين ALDH1A1، الذي ينتج إنزيمًا يشارك في تكسير الألدهيدات. سلط ياسوتاكا أوكابي، الباحث المقابل في الدراسة والأستاذ المشارك في IFReC، الضوء على الدور الحاسم للإنزيم في الحماية من الألدهيدات.
أظهرت التجارب على الفئران التي تفتقر إلى جين ALDH1A1 ضعف تكوين الأهداب ووظيفتها، إلى جانب ارتفاع مستويات الألدهيد. كانت هذه الفئران أيضًا أكثر عرضة للإصابة بعدوى رئوية حادة عند تعرضها لـ PM2.5. ومع ذلك، عندما أعطى الباحثون دواءً زاد من مستويات ALDH1A1، تم استعادة وظيفة التصفية المخاطية الهدبية للفئران.
تشير النتائج إلى أن استقلاب الألدهيد أمر بالغ الأهمية لمرونة الأهداب ويحمل إمكانات علاجية في التخفيف من اضطرابات الجهاز التنفسي المرتبطة بتلوث الهواء. سيستكشف البحث المستقبلي تأثير استقلاب الألدهيد على أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتليف الكيسي، وكلها مرتبطة بالتعرض لـ PM2.5.