التكنولوجيا اليومية
·12/09/2025
حدد مسبار ناسا "بيرسيفيرانس" صخرة مريخية، أُطلق عليها اسم "شيافا فولز"، تُظهر علامات محتملة ومقنعة للحياة القديمة. تشير البقع الفريدة للصخرة التي تشبه "بذور الخشخاش" و"الفهد"، بالإضافة إلى محتواها الغني بالكربون العضوي والكبريت والحديد المؤكسد والفوسفور، إلى نشاط ميكروبي سابق. ومع ذلك، يعتمد التأكيد النهائي على إعادة عينة أساسية، أُطلق عليها اسم "وادي الياقوت"، إلى الأرض لإجراء تحليل مخبري متقدم.
لمدة أربع سنوات، يقوم مسبار بيرسيفيرانس باستكشاف فوهة جيزيرو على المريخ بدقة، بحثًا عن أدلة على حياة سابقة. وقد أثار اكتشافه الأخير لصخرة "شيافا فولز" حماسًا كبيرًا بين العلماء. تشير السمات السطحية المميزة للصخرة، التي وُصفت بأنها بقع "بذور الخشخاش" و"الفهد"، في البداية إلى احتمال وجود بصمة حيوية.
حللت أدوات بيرسيفيرانس الموجودة على متن المسبار تكوين الصخرة، وكشفت عن وجود غني بالكربون العضوي والكبريت والحديد المؤكسد (الصدأ) والفوسفور. يمكن أن يكون هذا المزيج الكيميائي قد وفر مصدر الطاقة اللازم للميكروبات المريخية القديمة. وكشف تحليل إضافي باستخدام أداة PIXL عن ترتيبات معدنية في "جبهات تفاعل" تتوافق مع بقع "الفهد". أظهرت هذه البقع أيضًا توقيعات لمعادن غنية بالحديد مثل الفيفيانايت والغريغايت، والتي غالبًا ما تكون على الأرض نواتج ثانوية لعملية الأيض الميكروبي.
بينما تشير البيانات التي جمعها بيرسيفيرانس بقوة، يؤكد العلماء أن التأكيد النهائي للحياة يتطلب تحليلًا مخبريًا على الأرض. العينة الأساسية المستخرجة من "شيافا فولز"، والتي سُميت "وادي الياقوت"، تحمل المفتاح. تُعد تقنيات مثل تحديد المعادن على المستوى النانوي، ورسم الخرائط الكيميائية عالية الدقة، والتحليل النظائري ضرورية للتمييز بين الأصول المدفوعة بالحياة والعمليات الجيولوجية البحتة.
يمكن للتحليل النظائري، على وجه الخصوص، أن يكشف عن "تجزئات" - أنماط تُعد مؤشرات واضحة للنشاط الميكروبي. أوضح ماريو بارينتي، الأستاذ المساعد في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، والذي لم يشارك في الدراسة ولكنه شارك في تأليف وجهة نظر ذات صلة: "النظائر هي إحدى أوضح الطرق للفصل بين البيولوجيا والجيولوجيا". وافق جويل هورويتز، عالم الكواكب في جامعة ستوني بروك والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Nature، قائلاً: "أعتقد أن تلك القياسات يمكن أن تجيب على السؤال بوضوح تام".
العقبة الرئيسية في تأكيد هذه البصمات الحيوية المحتملة هي عدم وجود خطة ملموسة لاستعادة عينة "وادي الياقوت". تعمل ناسا، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، على حملة لإعادة عينات المريخ، لكن تصاعد التكاليف والتعقيد أدى إلى تأخيرات وشكوك في التمويل. هدد اقتراح ميزانية البيت الأبيض للسنة المالية 2026 بقطع التمويل، على الرغم من أن لجنة فرعية في مجلس النواب اقترحت مؤخرًا تخصيص 300 مليون دولار. لا يزال المصير النهائي للمهمة غير مؤكد.
صرح هورويتز: "أكره أن أرى أننا لن نعيد العينات"، مسلطًا الضوء على عقود من العمل المستثمر في هدف فهم إمكانات المريخ للحياة. بدون العينات المسترجعة، قد يظل العلماء أمام "ربما" مغرية بدلاً من إجابة قاطعة عما إذا كانت الحياة قد وجدت يومًا على المريخ.









