التكنولوجيا اليومية
·11/09/2025
اكتشف العلماء اكتشافًا مذهلاً في القطب الشمالي، كاشفين أن الطحالب المجهرية، المعروفة باسم الدياتومات الجليدية، أكثر قدرة على الحركة بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. وقد لوحظت هذه الكائنات وحيدة الخلية، المحاطة بقشور زجاجية، وهي تنزلق وتتحرك بنشاط داخل الجليد القطبي المتجمد، حتى في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 5 درجات فهرنهايت (-15 درجة مئوية). يتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات الراسخة منذ فترة طويلة حول عدم قدرة الحياة على الحركة في البيئات القاسية، ويشير إلى أن هذه الميكروبات المرنة قد تلعب دورًا أكثر أهمية في النظم البيئية القطبية مما كان متصورًا على الإطلاق.
جمع الباحثون عينات جليدية من مواقع مختلفة في القطب الشمالي لدراسة هذه الكائنات الرائعة. كشفت الملاحظات الأولية أن الدياتومات الجليدية لم تكن مجرد باقية على قيد الحياة، بل كانت تتنقل بنشاط في بيئتها الجليدية. ولفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل، قام الفريق بمحاكاة ظروف الجليد القطبي في بيئة مختبرية، باستخدام طبقات رقيقة من المياه العذبة والمالحة المجمدة، وحتى شعر الإنسان لمحاكاة القنوات الميكروفلويدية الموجودة في الجليد الطبيعي.
من خلال المجهر المتقدم والإعدادات التجريبية، حدد العلماء أن الدياتومات تفرز بوليمرًا، يشبه مخاط الحلزون. تعمل هذه المادة كمرساة، مما يسمح للدياتومات بسحب نفسها إلى الأمام، مما يمكنها من حركتها المدهشة. يسمح هذا التكيف الفريد لها بالازدهار في بيئة كان يُعتقد سابقًا أنها قاسية جدًا لمثل هذا النشاط.
تنتشر الطحالب بكثرة في القطب الشمالي، مما يساهم في المظهر المميز للمنطقة "الأخضر الداكن" في لقطات الطائرات بدون طيار. يشير اكتشاف حركتها النشطة إلى أن هذه الكائنات الدقيقة قد تلعب دورًا حاسمًا في دورة الموارد داخل النظام البيئي القطبي الشمالي. يمكن أن يؤثر نشاطها على السلسلة الغذائية والتوازن البيئي العام تحت الجليد. يوفر هذا البحث رؤى جديدة حول مرونة الحياة في الظروف القاسية ويسلط الضوء على أهمية فهم وحماية البيئة القطبية الشمالية، خاصة في مواجهة تغير المناخ.









