التكنولوجيا اليومية
·28/07/2025
كشفت أخصائية مناعة بارزة أن التفاعل الاجتماعي، بدلاً من المكملات الغذائية باهظة الثمن أو حيل إطالة العمر العصرية، هو عامل قوي بشكل مدهش في تعزيز المناعة وزيادة متوسط العمر المتوقع. تؤكد الدكتورة جينا ماتشيوكي على الارتباط العميق بين حياتنا الاجتماعية وصحتنا البدنية، مشيرة إلى أن التواصل البشري البسيط يمكن أن يكون مفتاحًا لحياة أطول وأكثر صحة.
تجادل الدكتورة ماتشيوكي، مؤلفة كتاب "مناعة ضد الشيخوخة"، ضد فكرة أن التدخلات المكلفة ضرورية لإطالة العمر. وتؤكد أن تعزيز التفاعلات الاجتماعية يمكن أن يقوي الجهاز المناعي بشكل كبير، ويعمل كدفاع طبيعي ضد العدوى. بمرور الوقت، يمكن أن يساعد الانخراط الاجتماعي المتزايد أيضًا في تقليل الالتهاب، وهي عملية مرتبطة بالعديد من الأمراض المزمنة.
تشرح أخصائية المناعة مفهوم علم النفس العصبي المناعي، وتفصل كيف تؤثر أفكارنا ومشاعرنا بشكل مباشر على جهاز المناعة لدينا. فالإجهاد، على سبيل المثال، يمكن أن يضع الجهاز المناعي في حالة تأهب قصوى، مما يعزز الالتهاب. وعلى العكس من ذلك، فإن مشاعر الأمان والحب، التي غالبًا ما تتغذى من خلال الروابط الاجتماعية، يمكن أن تؤدي إلى إطلاق الأوكسيتوسين، "هرمون الحب". للأوكسيتوسين تأثيرات مهدئة ومضادة للالتهابات، وتمتلك الخلايا المناعية مستقبلات له، مما يؤكد أهميته للرفاهية.
بينما للتفاعلات عبر الإنترنت مكانتها، تؤكد الدكتورة ماتشيوكي أن الاتصال الجسدي أمر بالغ الأهمية لجني الفوائد الكاملة للتواصل الاجتماعي. وتشرح أنه خلال التفاعلات الوثيقة، مثل العناق أو قضاء الوقت مع الأحباء، يمكن أن تتزامن نبضات القلب، وهي ظاهرة تُعرف بالتنظيم المشترك. هذا الاتصال الجسدي هو شيء لا يمكن للتكنولوجيا أن تحاكيه بالكامل وهو حيوي لصحة جهاز المناعة لدينا.
تنصح الدكتورة ماتشيوكي بالنظر إلى التواصل الاجتماعي ليس فقط كعلاج عند الشعور بالمرض، بل كرفيق دائم طوال الحياة. كما تقترح دمج عادات صحية أخرى مثل تدريب القوة وإدارة الإجهاد في مراحل الحياة المختلفة لدعم الصحة العامة والمناعة بشكل أكبر.









