التكنولوجيا اليومية
·22/08/2025
يُزعم أن جهاز فليبر زيرو (Flipper Zero)، وهو جهاز يُسوّق كأداة متعددة الاستخدامات لباحثي الأمن، يُستغل من قبل عالم رقمي سري لتسهيل عمليات اقتحام السيارات. ويُزعم أن برامج مخصصة، تُباع عبر العملات المشفرة، تمكّن الجهاز من تجاوز أنظمة الأمان في مجموعة واسعة من طرازات المركبات، مما يثير مخاوف بشأن احتمالية إساءة استخدامه.
تم إطلاق جهاز فليبر زيرو في عام 2020، وقد أشاد به الكثيرون كأداة قيمة لمختبري الاختراق والهواة المهتمين باستكشاف الأمن الرقمي. ومع ذلك، أعرب النقاد منذ فترة طويلة عن مخاوف من إمكانية إعادة توظيف قدراته بسهولة لأنشطة غير مشروعة. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن هذه المخاوف تتحقق، حيث يقوم مجتمع رقمي سري بتطوير وبيع برامج تعزز وظائف فليبر زيرو لأغراض قد تكون ضارة.
وفقًا لتقرير، يقوم مخترق يُعرف باسم "دانيال" ببيع تصحيحات برمجية تحول جهاز فليبر زيرو إلى أداة لفتح السيارات. ويُقال إن هذه التصحيحات تُشترى باستخدام العملات المشفرة، وتتراوح الأسعار من 600 دولار للإصدار الأحدث إلى 1000 دولار للحصول على تحديثات ودعم مستقبلي. ويزعم دانيال أنه باع برنامجه لحوالي 150 فردًا، معترفًا باحتمال أن يستخدم بعض المستخدمين البرنامج لسرقة السيارات.
يُقال إن البرنامج متوافق مع مجموعة واسعة من ماركات وطرازات المركبات، مع وثيقة مشتركة تسرد ما يقرب من 200 طراز محدد، بما في ذلك بعض إصدارات عام 2025. وتُذكر علامات تجارية مثل سوبارو، فيات، فورد، ميتسوبيشي، سوزوكي، بيجو، سيتروين، فولكس فاجن، سكودا، أودي، وهوندا على أنها مدعومة أو قيد التطوير.
بينما طبق دانيال إجراءات لمنع قرصنة برنامجه، تشير التقارير إلى أن هذه الحماية يتم تجاوزها، مما يؤدي إلى انتشار أوسع ومجاني للأدوات المعدلة.
صرح مطورو فليبر زيرو أنهم غير مدركين لأي حالات سرقة مؤكدة رسميًا مرتبطة مباشرة بجهازهم. ويؤكدون أن فليبر زيرو مخصص لأبحاث الأمن وأن الاستغلال غالبًا ما يتضمن برامج وأجهزة طرف ثالث. وتضع الشركة المسؤولية على عاتق مصنعي السيارات لتحسين أمنهم، مشيرة إلى أن نقاط الضعف ستستمر بغض النظر عن الأدوات المستخدمة حتى يعالج المصنعون نماذج الأمان القديمة.
يعكس هذا الموقف تصريحات سابقة حيث أبرزت شركة فليبر ديفايسز أن أداتهم قابلة للمقارنة بالعديد من أجهزة الأمن المشروعة الأخرى. ويجادلون بأن الجهات الخبيثة غالبًا ما تستخدم أدوات مختلفة وأكثر تخصصًا متاحة بسهولة عبر الإنترنت. كما أشارت الشركة إلى دراسة حكومية للأمن السيبراني تصنف فليبر زيرو ضمن العديد من الأدوات المشروعة الأخرى.
المخاوف بشأن احتمالية إساءة استخدام فليبر زيرو ليست جديدة. ففي فبراير من العام الماضي، نظرت الحكومة الكندية في حظر الجهاز، إلى جانب أدوات أخرى تستخدم لسرقة المركبات عن طريق اعتراض إشارات الدخول بدون مفتاح. في ذلك الوقت، دافع مطورو فليبر عن منتجهم، مجادلين بأنهم يتعرضون للوم غير عادل وأن العديد من الأجهزة الأخرى التي تُسوّق خصيصًا لسرقة السيارات كانت متاحة بسهولة أكبر. كما زعموا أن فليبر زيرو يساعد في كشف ممارسات الأمان الضعيفة من قبل المصنعين. وفي النهاية، ألغت كندا الحظر المقترح.









