التكنولوجيا اليومية
·22/08/2025
كشفت وكالتا ناسا وآي بي إم عن "سوريا" (Surya)، وهو نموذج رائد للذكاء الاصطناعي مصمم للتنبؤ بالانفجارات الشمسية بسرعة ودقة معززتين. ويعد هذا النموذج مفتوح المصدر، الذي يضم 366 مليون معلمة، والذي سمي على اسم الكلمة السنسكريتية التي تعني "الشمس"، بإحداث ثورة في فهمنا وتنبؤاتنا بالسلوك الديناميكي للشمس.
تم بناء "سوريا" على محولات زمانية مكانية (spatiotemporal transformers)، مما يمكنه من تعلم تمثيلات شمسية للأغراض العامة. وهذا يسمح له بتحقيق أداء متطور في العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك التنبؤ بالانفجارات الشمسية، وتجزئة المناطق النشطة، والتنبؤ بالرياح الشمسية، ونمذجة أطياف الأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV). الهدف الأساسي للنموذج هو تزويد الأرض بأطول فترة تحذير ممكنة للعواصف المغناطيسية الأرضية القادمة.
بينما تتضمن الأساليب الحالية للتنبؤ بالانفجارات الشمسية مراقبة الأدوات الموجهة نحو الشمس والتنبؤات من مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، يهدف "سوريا" إلى تحسين هذه الأساليب. وتذكر آي بي إم أن "سوريا" يمكنه جعل التنبؤات أكثر دقة وفي الوقت المناسب. يتم تدريب النموذج باستخدام البيانات التي جمعها مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا منذ عام 2010، بالإضافة إلى بيانات من ثماني مؤسسات بحثية أخرى. تسمح هذه المجموعة الواسعة من البيانات لـ "سوريا" بتحليل العمليات المعقدة التي تدفع تطور الشمس.
صرح أندريس مونيوز-جاراميلو، عالم فيزياء شمسية في معهد ساوث ويست للأبحاث والباحث الرئيسي في "سوريا": "نريد أن نمنح الأرض أطول فترة تحذير ممكنة". وأضاف: "أملنا هو أن يكون النموذج قد تعلم جميع العمليات الحاسمة وراء تطور نجمنا عبر الزمن حتى نتمكن من استخلاص رؤى قابلة للتنفيذ". يمكن أن يؤدي هذا التقدم إلى إشعارات مبكرة لأحداث مثل الشفق القطبي، والتي تسببها العواصف المغناطيسية الأرضية التي تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض.
وأضاف خوان بيرنابيه-مورينو، مدير التعاون العلمي لشركة آي بي إم مع ناسا: "مع "سوريا"، أنشأنا أول نموذج أساسي ينظر إلى الشمس مباشرة ويتنبأ بحالاتها المزاجية". يمثل هذا التعاون خطوة مهمة إلى الأمام في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لفهم أعمق لنظامنا الشمسي.









