التكنولوجيا اليومية
·19/08/2025
ربما يكون علماء الفيزياء الفلكية قد حددوا فئة جديدة تمامًا من الأجرام السماوية، وهي ظاهرة أطلقوا عليها اسم "Punctum". تم هذا الاكتشاف أثناء مراقبة المجرة NGC 4945. في البداية، بدا Punctum كنجم عادي، لكنه كشف عن خصائصه الفريدة عند فحصه باستخدام الضوء المستقطب، حيث أظهر خصائص تتحدى الفهم الفيزيائي الفلكي الحالي.
يتميز Punctum، وهو اسم مشتق من الكلمة اللاتينية التي تعني "نقطة" أو "بقعة"، بمظهره المدمج والمشرق. ما يميزه هو رؤيته الحصرية في الطيف المليمتر ومجاله المغناطيسي المنظم بشكل ملحوظ. تشير النتائج، المفصلة في ورقة بحثية قُبلت للنشر في مجلة Astronomy & Astrophysics، إلى أن Punctum قد يمثل فئة غير معروفة سابقًا من الأجسام الفضائية.
حاول فريق البحث، بقيادة عالمة الفيزياء الفلكية إيلينا شابلوفينسكايا، في البداية تصنيف Punctum كمثال غير عادي لظاهرة معروفة، مثل نجم مغناطيسي أو بقايا مستعر أعظم. نظرًا لأن NGC 4945، المجرة التي تستضيف Punctum، قريبة نسبيًا ومعروفة بتكوين النجوم النشط فيها، كان الافتراض هو أن أي جسم داخلها سيكون مفهومًا جيدًا. ومع ذلك، تحدى Punctum باستمرار هذه المحاولات للتصنيف.
كشف تحليل إضافي عن طبيعة Punctum الغريبة. اختفى عند رصده باستخدام تلسكوبات الأشعة السينية أو الراديو، ولم يظهر مرة أخرى إلا في الطيف المليمتر عند تحليله بواسطة مصفوفة أتاكاما المليمترية/تحت المليمترية الكبيرة (ALMA). كانت قدرة ALMA على التقاط الضوء المستقطب حاسمة في الكشف عن المجال المغناطيسي غير العادي لـ Punctum. لاحظت شابلوفينسكايا: "كل شيء آخر اختفى، حتى الثقب الأسود المركزي الساطع، وبقيت هذه النقطة الصغيرة فقط".
قارن الفريق سطوع Punctum واستقطابه وطيفه مقابل أجسام كونية متطرفة مختلفة، بما في ذلك النجوم المغناطيسية، والنجوم النابضة، ومناطق تكوين النجوم، ونفاثات الثقوب السوداء. صرحت شابلوفينسكايا: "لم يتطابق أي شيء"، مسلطة الضوء على تميز الجسم. يُقدر أن Punctum أكثر سطوعًا بـ 10,000 إلى 100,000 مرة من النجوم المغناطيسية وأكثر سطوعًا بـ 10 إلى 100 مرة من معظم المستعرات الأعظم.
يثير اكتشاف Punctum أسئلة مهمة حول أصله ومصدر طاقته. يهتم العلماء بشكل خاص بدراسة استقطابه الغريب، الذي وصفته شابلوفينسكايا بأنه "بصمة البيئة المغناطيسية". يعد الترتيب المنظم للغاية لموجات الضوء حول Punctum مؤشرًا رئيسيًا على مجاله المغناطيسي غير العادي.
من خلال قياس المجال المغناطيسي لـ Punctum عبر المزيد من الأطوال الموجية أو مراقبة تغيراته بمرور الوقت، يأمل الباحثون في تحديد مصدر طاقته والروابط المحتملة بالأجسام الفيزيائية الفلكية المعروفة. أكدت شابلوفينسكايا على الآثار الأوسع لهذا الاكتشاف: "يُظهر لنا Punctum أن الكون لا يزال بإمكانه مفاجأتنا في أماكن اعتقدنا أننا نفهمها جيدًا". يؤكد هذا الاكتشاف على الطبيعة المستمرة للاستكشاف الفلكي وإمكانية الكشف عن ظواهر كونية جديدة.
يُظهر البحث أيضًا قوة علم الفلك متعدد الرسائل، حيث تُستخدم أنواع مختلفة من الإشارات لدراسة مصدر واحد. في هذه الحالة، قدمت دراسة استقطاب الضوء، جنبًا إلى جنب مع الأساليب التقليدية، فهمًا أكثر شمولاً لهذا الجسم الغامض.









