التكنولوجيا اليومية
·15/08/2025
حقق العلماء إنجازًا كبيرًا في تكنولوجيا واجهة الدماغ والحاسوب (BCI)، حيث طوروا نظامًا قادرًا على تفسير المونولوج الداخلي الصامت للشخص بدقة ملحوظة. يمكن لهذا البحث الرائد، الذي نُشر في مجلة Cell، أن يحدث ثورة في التواصل للأفراد الذين يعانون من ضعف شديد في النطق والحركة.
لأول مرة، نجح العلماء في فك شفرة نشاط الدماغ المرتبط بالمونولوج الداخلي الصامت – الكلمات التي نفكر بها لأنفسنا. يتجاوز هذا التقدم واجهات الدماغ والحاسوب السابقة التي ركزت على فك شفرة الكلام المحاول، والذي يتضمن محاولات جسدية للتحدث بصوت عالٍ. شملت الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في جامعة ستانفورد، أربعة مشاركين يعانون من شلل شديد ناتج عن التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو سكتة دماغية في جذع الدماغ. تم زرع أقطاب كهربائية دقيقة في قشرتهم الحركية لتسجيل نشاط الدماغ.
كشفت الدراسة أن كلاً من الكلام المحاول والمتخيل ينشطان أنماطًا متشابهة، وإن لم تكن متطابقة، في القشرة الحركية. تم تدريب نموذج للذكاء الاصطناعي لتفسير إشارات الكلام المتخيل هذه. تمكن هذا الذكاء الاصطناعي من فك شفرة الجمل من مفردات تصل إلى 125,000 كلمة بدقة مذهلة بلغت 74%. في بعض الحالات، التقط النظام حتى أفكارًا غير محفزة، مثل قيام المشاركين بالعد بصمت.
تحمل هذه التكنولوجيا وعدًا هائلاً للأفراد الذين فقدوا القدرة على الكلام. من خلال ترجمة الأفكار الداخلية مباشرة إلى نص، يمكن لواجهات الدماغ والحاسوب أن توفر وسيلة تواصل أكثر طبيعية وأقل إرهاقًا مقارنة بالطرق الحالية. لمعالجة مخاوف الخصوصية، طبق الباحثون ميزة التحكم بكلمة مرور. يمكن للمشاركين تفعيل أو إلغاء تفعيل فك شفرة كلامهم الداخلي عن طريق التفكير في كلمة مرور محددة، والتي تعرف عليها النظام بدقة تزيد عن 98%.
بينما لا يزال معدل الدقة الحالي البالغ 74% ينطوي على عدد ملحوظ من الأخطاء، فإن فريق البحث متفائل بشأن التحسينات المستقبلية. يتوقعون أن تؤدي التطورات في أجهزة التسجيل الأكثر حساسية والخوارزميات المتطورة إلى تعزيز أداء النظام بشكل أكبر. تتمثل الرؤية النهائية في إنشاء واجهات دماغ وحاسوب يمكنها استعادة التواصل إلى مستوى بطلاقة وطبيعية ومريحة مثل المحادثة اليومية.









