التكنولوجيا اليومية
·28/07/2025
تُجري إيران تحولًا تكنولوجيًا كبيرًا، مبتعدةً عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المملوك للولايات المتحدة، ومتجهةً نحو نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني. يحمل هذا التحول الاستراتيجي، المدفوع بمخاوف أمنية ورغبة في السيادة الرقمية، تداعيات عميقة على صناعة السفر والبنية التحتية الرقمية الأوسع في الشرق الأوسط وخارجه. تشير هذه الخطوة إلى اتجاه متزايد للدول التي تسعى إلى بدائل للتقنيات التي تهيمن عليها الدول الغربية، مما قد يعيد تشكيل السفر العالمي والتحالفات الرقمية.
يأتي قرار إيران بالتخلي عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لصالح بيدو استجابةً مباشرةً للاضطرابات الأخيرة في إشارات نظام تحديد المواقع العالمي خلال النزاعات العسكرية، لا سيما الهجمات الأمريكية الإسرائيلية على إيران. وقد أبرز نائب وزير الاتصالات إحسان تشيتساز هذه الاضطرابات كعامل رئيسي دفع الحكومة للبحث عن أنظمة ملاحة مستقلة عبر الأقمار الصناعية. وتعد هذه الخطوة جزءًا من اتجاه عالمي أوسع حيث تقوم الدول بتطوير بنيتها التحتية الرقمية الخاصة بها لتقليل الاعتماد على التقنيات التي تسيطر عليها جهات أجنبية، وبالتالي تعزيز السيادة الرقمية.
تُعد تقنية نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أساسية لصناعة السفر والسياحة الحديثة. فهي تدعم الملاحة للسياح، والخدمات اللوجستية للنقل، وتطبيقات مشاركة الرحلات، وإدارة الرحلات الجوية، وتتبع الأمتعة. تعتمد وكالات السفر ومنظمو الرحلات السياحية على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للخرائط في الوقت الفعلي والعمليات الفعالة. علاوة على ذلك، يُعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حاسمًا لتطوير مبادرات المدن الذكية وتقنيات السياحة المبتكرة، بما في ذلك الواقع المعزز وتجارب السفر المخصصة عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
قد يُغير الانتقال إلى بيدو بشكل كبير مشهد السفر في إيران وربما في دول أخرى بالشرق الأوسط. قد يواجه الزوار الدوليون الذين يعتمدون على تطبيقات مألوفة تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مثل خرائط جوجل أو أوبر تحديات أولية. وبينما توجد حلول لدمج بيدو في تطبيقات الملاحة العالمية، قد يشهد المدى القصير ارتباكًا وعدم اتساق. قد يستلزم هذا التحول أيضًا تكييفات أوسع في البنية التحتية السياحية الإقليمية، خاصة للسفر عبر الحدود بين الدول التي تستخدم أنظمة أقمار صناعية مختلفة.
تؤكد خطوة إيران على الأهمية المتزايدة للسيادة الرقمية في الساحة التكنولوجية العالمية. فمع ازدياد حذر الدول بشأن الاعتماد على التقنيات الغربية، يتزايد التركيز على تطوير منصات رقمية مستقلة لمختلف الخدمات، بما في ذلك السفر. قد يؤدي هذا إلى إنشاء حلول رقمية محلية لمشاركة الرحلات، وحجوزات الفنادق، وإدارة الحدود، مما قد يجزئ قطاع السياحة العالمي ولكنه يعزز الأمن القومي والاستقلال.
يرتبط توسع بيدو ارتباطًا وثيقًا بمبادرة الحزام والطريق الصينية. من خلال تقديم البنية التحتية الرقمية كجزء من المبادرة، تضع الصين نفسها كشريك تكنولوجي رئيسي لدول مثل إيران. يعزز هذا التوافق الروابط السياسية والاقتصادية ويشير إلى تحول محتمل في التحالفات التكنولوجية داخل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مما يوفر بدائل للأنظمة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
يُعد اعتماد إيران لنظام بيدو تطورًا مهمًا في التحول العالمي المستمر للبنية التحتية الرقمية. إنه يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للسيادة الرقمية والتحديات التي تفرضها بيئة تكنولوجية مجزأة. مع تبني المزيد من الدول لأنظمة بديلة مثل بيدو، ستتطور طريقة سفر الناس، مما يتطلب من كل من المسافرين ومقدمي الخدمات التكيف مع العمليات والبنية التحتية الرقمية الجديدة. وبينما من المحتمل حدوث اضطرابات أولية، فإن الاتجاه طويل الأمد نحو بنى تحتية رقمية تعتمد على الذات يمكن أن يعزز نظامًا بيئيًا عالميًا للسفر أكثر أمانًا وتنوعًا ومرونة.









