الصحة اليومية
·09/06/2025
إن الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية، وخاصة في مرحلة الطفولة، يعيد تشكيل أدمغة البشر بشكل أساسي، مما يؤدي إلى مخاوف كبيرة تتجاوز مجرد الإدمان. يحذر الخبراء من أن الوقت المفرط أمام الشاشات يؤثر على مدى الانتباه، والتطور العاطفي، والصحة البدنية، مما يستلزم إعادة تقييم العادات الرقمية عبر جميع الفئات العمرية.
تسلط تشافا تريتل، رئيسة قسم البحث والتطوير في مبادرة "ثورة الانتباه"، الضوء على كيفية تأثير التعرض المبكر والمطول للشاشات على نمو الدماغ، خاصة بين سن صفر وست سنوات. خلال هذه الفترة الحرجة، تتعلم الأدمغة من خلال المدخلات الحسية، والتي تحل الشاشات محلها بتحفيز اصطناعي ومفرط.
يساهم الوقت المفرط أمام الشاشات في فجوة عاطفية لدى الأطفال، مما يعيق قدرتهم على تحديد ومعالجة المشاعر. يؤدي نقص التواصل البصري وقراءة تعابير الوجه، الشائع مع استخدام الشاشات، إلى إعاقة تطور التعاطف والتواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى التأثيرات المعرفية والعاطفية، يرتبط وقت الشاشة بانخفاض في الصحة البدنية:
تميز تريتل بين التلفزيون التقليدي والوسائط الرقمية، مشيرة إلى أن الإشباع الفوري للوسائط الرقمية يعيد برمجة الدماغ لتوقع الجديد باستمرار، مما يقلل بشكل كبير من الانتباه المستمر. وهذا يعزز أيضًا خوفًا جديدًا من الملل، حيث يملأ الأفراد كل فجوة بالتحفيز الرقمي، ويفقدون القدرة على الانخراط في أفكارهم الخاصة.
تؤثر الشاشات بشكل كبير على جودة النوم، خاصة لدى المراهقين. يتداخل انبعاث الضوء الأزرق مع إنتاج الميلاتونين، وغالبًا ما يتم تخطي حاجة الدماغ لوقت المعالجة قبل النوم، مما يؤدي إلى القلق والأرق. تشمل التوصيات:
تقدم تريتل إرشادات خاصة بالعمر لوقت الشاشة:
بينما يتكيف الدماغ، فإن بعض النوافذ التنموية لتنظيم الانتباه والمرونة العاطفية حاسمة. يمكن أن يؤدي إغراق هذه النوافذ بوقت الشاشة إلى تأثيرات يصعب عكسها لاحقًا في الحياة. تشمل الطرق البسيطة لتقليل الاعتماد على الشاشة ما يلي:
يتم تشجيع الآباء على نمذجة عادات رقمية صحية وتعزيز المحادثات المفتوحة حول التجارب عبر الإنترنت لبناء بيئة رقمية أكثر وعيًا.









