الصحة اليومية
·24/09/2025
تشير دراسة حديثة إلى أن بنزوات الصوديوم، وهو مركب يوجد عادة في القرفة ويستخدم كمادة حافظة للأغذية، قد يوفر سبيلاً علاجياً جديداً لمرض الزهايمر. يشير البحث إلى أن هذا الدواء الفموي يمكن أن يقلل من مستويات بروتينات بيتا-أميلويد في دم مرضى الزهايمر الخفيف، مما قد يوفر بديلاً أكثر أماناً وسهولة في الوصول إليه مقارنة بالعلاجات الوريدية الحالية.
يتميز مرض الزهايمر، وهو اضطراب عصبي تدريجي، بتراكم بروتينات بيتا-أميلويد في الدماغ، والتي يُعتقد أنها تساهم في التدهور المعرفي. في حين أظهرت العلاجات الوريدية الجديدة التي تستهدف هذه البروتينات وعداً في إبطاء التدهور المعرفي، إلا أنها تأتي مع آثار جانبية كبيرة وتحديات لوجستية. وقد حفز هذا البحث عن بدائل أكثر سهولة وأماناً.
برزت بنزوات الصوديوم، المعتمدة بالفعل لبعض الاضطرابات الأيضية وتستخدم على نطاق واسع كمادة حافظة للأغذية، كمرشح واعد. أظهرت الدراسات السابقة على النماذج الحيوانية قدرتها على تقليل بروتين الأميلويد في الدماغ وتحسين الوظيفة الإدراكية. وقد أشارت التجارب البشرية كذلك إلى أن الجرعات اليومية من 750 إلى 1000 ملليجرام يمكن أن تحسن الوظيفة الإدراكية لدى الأفراد المصابين بمرض الزهايمر الخفيف، مع ملف أمان مماثل للدواء الوهمي.
ركز تحليل ثانوي لتجربة سريرية سابقة على ما إذا كانت بنزوات الصوديوم الفموية يمكن أن تخفض مستويات بيتا-أميلويد في الدم وما إذا كانت المستويات الأولية لبيتا-أميلويد مرتبطة بالاستجابة الإدراكية. وجدت الدراسة، التي شملت 149 مريضاً بمرض الزهايمر الخفيف، أن بنزوات الصوديوم قللت بشكل كبير من مستويات بيتا-أميلويد 1-40 وإجمالي بيتا-أميلويد في الدم مقارنة بالدواء الوهمي. وبينما لوحظ اتجاه نحو انخفاض بيتا-أميلويد 1-42، لم يكن ذا دلالة إحصائية بمفرده.
الأهم من ذلك، كشف البحث عن علاقة تنبؤية: المرضى الذين تلقوا جرعات فعالة من بنزوات الصوديوم والذين كانت لديهم مستويات أساسية أعلى من بيتا-أميلويد 1-42 في دمائهم شهدوا تحسينات إدراكية أكبر. لم يُلاحظ هذا التأثير في مجموعة الدواء الوهمي، مما يشير إلى فائدة محددة لبنزوات الصوديوم.
على الرغم من هذه النتائج المشجعة، يقر الباحثون بوجود بعض القيود. فحجم العينة المعتدل ومدة التجربة البالغة 24 أسبوعاً يعنيان أن الآثار طويلة الأجل وقابلية التطبيق على خلفيات عرقية متنوعة تتطلب مزيداً من البحث. قد تستكشف الدراسات المستقبلية جرعات مختلفة وتدمج تقنيات تصوير الدماغ لتوفير فهم أكثر شمولاً لكيفية ارتباط تغيرات بيتا-أميلويد في الدم بمرضية الدماغ وآلية عمل العلاج.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن بنزوات الصوديوم، بسجلها الأماني الراسخ، تحمل إمكانات كبيرة كعلاج فموي جديد لمرض الزهايمر من خلال استهداف تقليل بروتين بيتا-أميلويد.









