التكنولوجيا اليومية
·18/11/2025
فكرة الاستعانة بمضيفات آليّات بدل البشر تخرج تدريجيًا من قصص الخيال إلى اختبارات أولية على أرض الواقع. شركة «بيدبا» الروسية والخطوط القطرية تجرِّبان حاليًا برامج ذكاء اصطناعي متباينة داخل الطائرة، لكن كلتاهما توضّح الفرق الشاسع بين أسلوبي الأتمتة وتكشف العقبات الكبيرة المتبقية.
في رحلة تجريبية من أوليانوفسك إلى موسكو، وضعت «بيدبا» الروبوت «فولوديا» أمام الركاب. اقتصر عمله على تلاوة إرشادات السلامة واستقبال المسافرين عند الصعود؛ أي أنه كان عرضًا دعائيًا لا أكثر. أما التعامل مع مهام السلامة الحقيقية وخدمة الركاب فظل مسؤولية طاقم بشري بالكامل، مما يبرز حدود الروبوتات المادية داخل بيئة الطائرة المكتظة والمتغيّرة.
على الجهة المقابلة، أطلقت القطرية «سما»، وهي أول مضيفة رقمية بشرية مدعومة بذكاء اصطناعي. لا تحمل سما صينًا ولا تسير في الممر؛ هي مجرد شخصية رقمية تظهر على وسائل التواصل. مهمتها جذب العملاء وتسويق الخدمة، فهي نموذج لبرمجيات ذكاء اصطناعي تركز على التفاعل مع العملاء خارج الطائرة.
الطريق نحو طاقم مقصونة خالٍ من البشر طويل وصعب. التشريعات تلزم airlines بالاحتفاظ بعدد أدنى من المضيفين البشرين لمواجهة الطوارئ؛ مسؤولية لا تتحملها الآلات قانونيًا أو تقنيًا. التحديات المادية أيضًا ضخمة: التحرك في ممر ضيق مزدحم، خصوصًا أثناء اضطرابات جوية، يتطلب توازنًا وذكاءً اجتماعيًا صعب برمجته. المهام الحساسة مثل الإسعاف الطبي أو تهدئة نزاع أو تنظيم إخلاء طارئ تفوق قدرات الروبوتات المتوفرة.
رغم إثارة هذه التجارب اهتمام الرأي العموم، فهي تؤكد ببساطة أن وظيفة المضيف البشري لن تزول قريبًا. من المرجح أن يقتصر التطور القريب على أدوات أقل بروزًا مثل عربات الطعام الذكية أو كاميرات المراقبة التي تحلل المشاهد بدعم ذكاء اصطناعي، بدل الروبوتات التي تتجوّل أمام الركاب.









