
التكنولوجيا اليومية
·01/09/2025
مع اندماج الذكاء الاصطناعي بسرعة في القوى العاملة العالمية، تتزايد المخاوف بشأن الأمن الوظيفي. يسعى الكثيرون إلى وظائف أقل عرضة للأتمتة. حللت دراسة حديثة لشركة مايكروسوفت كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي على مهام وظيفية مختلفة، مقدمةً رؤى حول المهن التي قد تظل تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري.
فحصت دراسة لشركة مايكروسوفت أكثر من 200,000 محادثة مجهولة المصدر من Bing Copilot لقياس إنتاجية الذكاء الاصطناعي في مهام العمل الشائعة. أدى هذا التحليل إلى تطوير "درجات قابلية تطبيق الذكاء الاصطناعي"، والتي تعكس مدى سعي المستخدمين للحصول على مساعدة الذكاء الاصطناعي لأنشطة عمل محددة، ونجاح تلك المهام، ونطاقها.
تؤكد مايكروسوفت أن هذه الدرجات تسلط الضوء على المجالات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير فيها طريقة إنجاز العمل، بدلاً من الإشارة إلى إلغاء الوظائف. صرح ممثلو مايكروسوفت: "تُظهر أبحاثنا أن الذكاء الاصطناعي يدعم العديد من المهام، خاصة تلك التي تتضمن البحث والكتابة والتواصل، لكنه لا يشير إلى أنه يمكنه أداء أي مهنة بمفردها بالكامل".
بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر للشركات توفيراً في التكاليف وزيادة في الأرباح، فإن قرار الأتمتة ليس دائماً مباشراً. يدفع بعض المديرين التنفيذيين باتجاه دمج الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف، مما يؤدي إلى تباطؤ في التوظيف، ويؤثر بشكل خاص على الموظفين ذوي الياقات البيضاء في بداية حياتهم المهنية. وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، بشكل ملحوظ أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل نصف جميع الموظفين ذوي الياقات البيضاء في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يقترح خبراء مثل المدير التنفيذي السابق لشركة جوجل، مو غاودات، أن تعزيز الوظائف بالذكاء الاصطناعي، بدلاً من الأتمتة الشاملة، هو نهج أكثر فائدة لتحقيق مكاسب في الإنتاجية. توجد أيضاً مخاوف بشأن جودة المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا حقوق النشر في الكتابة بالذكاء الاصطناعي، واحتمال حدوث اضطراب قصير الأجل في سوق العمل.
حددت الدراسة عدة مهن ذات قابلية تطبيق أقل للذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى أنها أكثر مقاومة للأتمتة. غالباً ما تتضمن هذه الأدوار مهارات بدنية متخصصة أو تفاعلاً بشرياً معقداً:
تهيمن وظائف الرعاية الصحية والوظائف اليدوية على هذه القائمة، حيث تتطلب غالباً خبرة عملية وتوليفاً محدوداً للبيانات. يشهد قطاع الرعاية الصحية، على وجه الخصوص، تبنياً بطيئاً للذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح الصارمة والبيانات المتاحة للجمهور المحدودة، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الجراحية.
على العكس من ذلك، أظهرت وظائف العمل المعرفي والمبيعات أعلى مستويات قابلية تطبيق الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى المجالات التي يتم فيها دمج الذكاء الاصطناعي بالفعل وقد يغير وظائف العمل بشكل كبير:
تشير هذه النتائج إلى مستقبل حيث قد يساعد الذكاء الاصطناعي أو يحول العديد من الأدوار الحالية، بينما تستعد أدوار أخرى، خاصة تلك التي تتطلب مهارات بشرية فريدة، لاستمرارية أكبر.