التكنولوجيا اليومية
·13/11/2025
يُتوقع أن تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري أعلى قيمة مسجلة في عام 2025، وفقًا لتقرير صدر خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الثلاثين (COP 30). تُظهر النتائج أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما هو محدد في اتفاق باريس، بات تحديًا أكبر.
يُتوقع في تقرير الميزانية الكربونية العالمية، الذي أعدّه أكثر من 130 عالمًا، أن تبلغ انبعاثات الوقود الأحفوري 42 مليار طن (38 مليار طن متري) في عام 2025. تُعد هذه الزيادة مقلقة بنسبة 1.1٪ مقارنةً بالعام السابق. أكد البروفيسور بيير فريدلينغشتاين، المؤلف الرئيسي للتقرير من جامعة إكستر، ضرورة التحرك الفوري، مشيرًا إلى أن الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية هو الطريق الوحيد لوقف الاحترار الحالي.
رغم التوقعات المتشائمة لانبعاثات الوقود الأحفوري، يبرز التقرير مؤشرات إيجابية. من المتوقع أن يقل إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن تغيرات استخدام الأراضي، قليلًا عن العام السابق. يُعزى ذلك إلى تراجع معدلات إزالة الغابات، خصوصًا في أمريكا الجنوبية، وزيادة جهود إعادة التحريج.
لاحظ بيرس فورستر، أستاذ في جامعة ليدز ومدير مركز بريستلي لمستقبلات المناخ، أن معدل ارتفاع الانبعاثات يتباطأ وربما يتغير الاتجاه. أشار إلى التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة كنقطة تحول محتملة، رغم أنها تبقى أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.
يشير التقرير إلى تحفظات عدة. لا تكفي بيانات سنة واحدة لرسم صورة شاملة عن التقدم المناخي طويل الأمد. كما يركز التقرير فقط على ثاني أكسيد الكربون ولا يشمل غازات الاحتباس الحراري القوية مثل الميثان. لا يزال العالم بعيدًا عن الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وتتضاءل الميزانية الكربونية المتبقية لتجنب احترار 1.5 درجة مئوية بسرعة.
من بين النتائج المقلقة أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يقلل من كفاءة المصارف الكربونية للأرض والمحيطات، مما يضعف قدرة الأرض على امتصاص الانبعاثات الناتجة عن الإنسان. شدد فريدلينغشتاين وفورستر على ضرورة الحفاظ على الأمل وتعبئة التعاون العالمي لمواجهة أزمة المناخ. قال فريدلينغشتاين: "لا توجد خطة بديلة"، مؤكدًا أن التكيف من دون تخفيف ليس خيارًا ممكنًا.









