التكنولوجيا اليومية
·30/10/2025
تعيش صناعة السيارات تغيّراً جذرياً؛ تستبدل خطوط الإنتاج القديمة بآلات تفكّر وتتحرك مثل البشر. الهدف واضح: سدّ النقص في اليد العاملة، تسريع وتيرة العمل، رفع الإتقان، والانتقال من برمجة ثابتة إلى أنظمة تتعلّم من أخطائها وتتعاون مع بعضها.
تنشر المصانع يوماً بعد آخر روبوتات تشبه البشر وتعمل بعقول إلكترونية. تعهدتْ شركة «Figure AI»، المزوِّدة لـBMW، بوضع عشرات الآلاف من هذه الآلات على خطوطها. صُمِّمت لتُمسِك المفكّة، تُركّب الكابح، تُغلق الباب، في ورش ليست مُرتَّبة بالكامل، بخلاف الروبوتات القديمة المقيَّدة بمكان واحد وحركة واحدة. أعلنت BMW أنها ستبدأ التجارب ثم التصنيع، لتصل التكنولوجيا من غرفة التصميم إلى خط الإنتاج مباشرة.
في السابق، كان التطوّر المُعقَّد حكراً على العمالقة. انتهى هذا العصر. في مؤتمر AMNA 2025 عُرضت برامج تُشغِّل الروبوت بالسحب والإفلات، وآلات تعاونية لا تحتاج قفصاً أمنياً، وعقود إيجار شهرية بنظام «الخدمة بدل الشراء». كل ذلك يقلّل التبعية لمُبرمِجي الخارج ويُسرّع استرداد رأس المال في المصانع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. أنظمة الفحص الإلكتروني تُسجّل الآن أكثر من 99٪ من العيوب، والعربات المستقلة (AMRs) تنقل القطع بين القاعات بسرعة وبدون إعادة تخطيط الأرضية.
لم يعُد الذكاء الاصطناعي مجرد إضافة؛ أصبح عمود الخيمة. يُعطي الروبوت عيناً ثالثة تكشف الخدشة الدقيقة التي لا تُرى بالعين. تستخدم BMW وAudi وVolkswagen خوارزميات لتفتيش الشقوق، فحص الطلاء، تمييع اللون الزائد. تعتمد Ford وDaimler توأماً رقمياً يُحاكي الخط قبل إنشائه، يُحدِّد الاختناق، يُعدّل التصميم، فيختصر الوقت ويُقلّل الخسارة.
يخشى الناس من الروبوتات، لكن المصانع تُعيد صياغة الوظيفة لا حذفها. الاتفاق داخل القطاع: الآلة تُقوّي الإنسان لا تُزاحمه. يستلزم ذلك تدريباً مكثّفاً. أنشأت Toyota أكاديمية تُعلّم الصيانة الجديدة قراءة البيانات وحلّ الأعطال بدل شدّ المفتاح اليدوي. كما تُنقَل خبرة الكبار إلى الصغار، قبل أن يتقاعد جيل ما بعد الحرب ويأخذ المعرفة معه.
إلى جانب المكونات التكنولوجية، يضغط الاقتصاد الكلي: حروب تجارية، تقاعد كبار السن، توقف تدفّق العمالة. الأتمتة لم تعُد رفاهية؛ صارت ضرورة. تبقى عقبات: بيانات ناقصة، مورّد وحيد، أنظمة لا تتواصل مع بعضها. تدرس الشركات كل مشروع ورقة تكلفة-فائدة دقيقة، ثم تقرر الخطوة التالية بهدوء.
يثق القطاع بالروبوتات في المهام الصعبة، ويزيد الاعتماد عليها في البحث والدعم. المستقبل ليس للآلة وحدها، بل لمن يدمج عقل الإنسان ويد الروبوت معاً. الشركات التي ترى الأتمتة وسيلة لتُكبِّر قدارات العاملين ستتقدم الصفوف في الثورة الصناعية المقبلة.









