
التكنولوجيا اليومية
·28/08/2025
حققت اليابان قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال الطاقة المتجددة من خلال إطلاق أول محطة طاقة أسموزية لها في فوكوكا. تستغل هذه المنشأة المبتكرة العملية الطبيعية للتناضح لتحويل المياه المالحة إلى كهرباء، مما يوفر مصدر طاقة مستقرًا ومستمرًا. وباعتبارها الدولة الثانية عالميًا التي تستثمر في هذه التكنولوجيا، فإن مبادرة اليابان يمكن أن تمهد الطريق لاعتماد واسع النطاق للطاقة الأسموزية كبديل نظيف للوقود الأحفوري.
يعتمد توليد الطاقة الأسموزية على الظاهرة الطبيعية للتناضح، حيث تتحرك المياه عبر غشاء شبه منفذ لمعادلة تركيزات الملح. في محطة الطاقة الأسموزية، يفصل غشاء متخصص المياه العذبة والمياه المالحة. نظرًا لارتفاع تركيز الملح، تتدفق المياه العذبة نحو جانب المياه المالحة. يخلق هذا التدفق زيادة في الضغط، والذي يستخدم بعد ذلك لتشغيل توربين، وبالتالي توليد الكهرباء.
على عكس مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن الطاقة الأسموزية مستقرة بشكل ملحوظ. وقد أبرز كينجي هيروكاوا، مدير مركز تحلية مياه البحر في وكالة مياه مقاطعة فوكوكا، أن هذه التكنولوجيا توفر إمدادًا ثابتًا للطاقة، وتعمل على مدار الساعة طوال أيام السنة، بغض النظر عن الظروف الجوية أو وقت اليوم.
على الرغم من كونها واعدة، تواجه الطاقة الأسموزية تحديات عملية. أشارت ساندرا كينتيش، مهندسة كيميائية في جامعة ملبورن، إلى أن فقدان الطاقة يحدث أثناء ضخ المياه ومرورها عبر الأغشية. يعمل الباحثون بنشاط على تحسين تقنيات الأغشية والمضخات للتخفيف من هذه أوجه القصور. يتمثل الدور الأولي لمحطة فوكوكا في تشغيل محطة تحلية، لتزويد المناطق المجاورة بالمياه العذبة. ويُنظر إلى نجاحها كخطوة حاسمة نحو جعل الطاقة الأسموزية حلاً للطاقة المتجددة قابلاً للتطبيق وواسع الانتشار، مما يساهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.