
التكنولوجيا اليومية
·15/10/2025
تكشف دراسة حديثة أن البيانات الحساسة التي يتم نقلها عبر الأقمار الصناعية، بما في ذلك اتصالات الهواتف المحمولة والمعاملات المالية وحتى المعلومات العسكرية، يتم بثها دون تشفير. أظهر الباحثون أنه باستخدام معدات جاهزة بقيمة 750 دولارًا فقط، يمكن اعتراض هذه البيانات، مما يثير مخاوف أمنية كبيرة لمختلف الصناعات والكيانات الحكومية.
أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو (UCSD) وجامعة ماريلاند دراسة استمرت ثلاث سنوات، قاموا خلالها بمسح 39 قمرًا صناعيًا ثابتًا بالنسبة للأرض من سطح منزل في جنوب كاليفورنيا. تشير نتائجهم إلى وجود فجوة كبيرة بين توقعات المستخدمين بشأن أمن البيانات والواقع الحالي لممارسات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. تسلط الدراسة، بعنوان "لا تنظر إلى الأعلى: هناك روابط داخلية حساسة واضحة على أقمار الاتصالات الثابتة بالنسبة للأرض"، الضوء على أن العديد من المنظمات افترضت أن بياناتها آمنة لمجرد أنها اعتقدت أنه لن يقوم أحد بمسح هذه الأقمار الصناعية بنشاط.
بشكل مفاجئ، لم يحتاج الباحثون إلى تكنولوجيا متطورة أو باهظة الثمن. تألفت مجموعة جمع البيانات الخاصة بهم من طبق أقمار صناعية بقيمة 185 دولارًا، وحامل سقف بقيمة 140 دولارًا مع محرك بقيمة 195 دولارًا، وبطاقة موالف بقيمة 230 دولارًا، بإجمالي حوالي 750 دولارًا. هذا السعر المعقول يعني أن حاجز الدخول لاعتراض بيانات الأقمار الصناعية منخفض بشكل ملحوظ.
باستخدام معداتهم المتواضعة، نجح فريق البحث في جمع مجموعة متنوعة من المعلومات الحساسة. وشمل ذلك:
غالبًا ما تستخدم شركات الاتصالات الأقمار الصناعية لحركة المرور الخلفية، حيث تقوم بترحيل الإشارات من المناطق النائية إلى شبكاتها الأساسية. تم العثور على هذا الرابط الحاسم غير مشفر في بعض الحالات. على سبيل المثال، جمع الفريق أرقام هواتف وبعض بيانات المكالمات/الرسائل النصية لأكثر من 2700 مستخدم لـ T-Mobile في تسع ساعات فقط. ذكرت T-Mobile منذ ذلك الحين أنها عالجت خطأ فنيًا من أحد الموردين أثر على عدد محدود من مواقع الخلايا وطبقت تشفير بروتوكول بدء الجلسة (SIP) على مستوى البلاد لحركة الإشارات.
أبلغ الباحثون جميع الأطراف المتأثرة، وأكد العديد منهم تطبيق الإصلاحات. T-Mobile و Walmart من بين الذين تم التحقق من حل عيوبهم الأمنية.
تشير الدراسة إلى عدة عوامل تساهم في الإشارات غير المشفرة. تلعب الحوافز الاقتصادية دورًا، حيث يمكن أن يكون التشفير تكلفة إضافية. بينما يقوم البعض، مثل مزودي خدمة تلفزيون الأقمار الصناعية، بالتشفير لمنع القرصنة، قد يجد البعض الآخر أن التشفير يقلل من الكفاءة أو يؤثر على موثوقية الخدمة. في بعض الحالات، قد يتم ببساطة إيقاف تشغيل التشفير عن طريق الخطأ، ويستمر النظام في العمل دون الإشارة إلى نقص الحماية.