
التكنولوجيا اليومية
·10/10/2025
يُحتفى بروبوت أطلس من شركة بوسطن ديناميكس بفضل مرونته وقوته، حيث يؤدي حركات بهلوانية، ويرفع أحمالًا ثقيلة، وينفذ مهامًا بمهارة بشرية مذهلة. ولكن خلف هذه الإنجازات المثيرة للإعجاب يكمن ابتكار غالبًا ما يتم تجاهله: مقابض أطلس المتقدمة، أو الأيدي الروبوتية، والتي يفتح تصميمها آفاقًا جديدة في عالم الروبوتات البشرية.
كانت روبوتات أطلس المبكرة، التي اعتمدت على الأنظمة الهيدروليكية، مزودة بمقابض بسيطة صممت أساسًا لتحقيق حركة مستقرة وليس للمناورة الدقيقة. أتاح الانتقال إلى نموذج أطلس الكهربائي للمهندسين فرصة لإعادة التفكير في كيفية تصميم الأيدي—التي أطلق عليها الآن سلسلة GR—من أجل تنوع أكبر ومتانة أعلى.
أما الإصدار الأول، المسمى GR1، فمكن من القبض الأساسي. أما خليفته GR2، فقد تطور ليشمل ميزات تهدف لتفوق الأيدي الروبوتية التقليدية، بما في ذلك سبع درجات من الحرية لكل يد، مما جعلها أكثر مرونة بشكل كبير مقارنة بسابقتها.
يتكون القابض GR2 من ثلاثة أصابع: إصبعان عاديان وإبهام معاكس فريد. كل إصبع يعمل بمحركه الخاص، مما يتيح حركات تحاكي—وتتجاوز أيضاً—قدرات يد الإنسان:
تعمل هذه التشكيلة ثلاثية الأصابع—بدلًا من التصميم البشري ذي الخمسة أصابع—على تحقيق توازن بين البساطة ونطاق الأداء، مما يساعد على تقليل التكلفة والتعقيد الميكانيكي مع ضمان أداء قوي.
ربما كانت الإضافة الأكثر ثورية هي استخدام حساسات لمسية مغروسة في مادة إيلاستومر عالية الاحتكاك على أسطح الأصابع. تمنح هذه الحساسات أطلس “حاسة اللمس”، مما يمكنه من اكتشاف مقدار الضغط المطبق على الجسم. وهذا لا يمنع فقط سحق الأغراض الرقيقة، بل يضمن أيضًا قبضة آمنة على الأدوات الثقيلة—وهي قدرة حاسمة في البيئات غير المتوقعة.
تستكمل هذه المنظومة كاميرا مدمجة في راحة اليد، تقدم بيانات بصرية مباشرة عن الجسم المستهدف. وبالاقتران مع هذه الحساسات والتصوير، يمكن لأطلس ليس فقط القبض، بل التلاعب بالمهارة—وحتى الاستعادة في حال فقدان القبضة—مما يعزز الموثوقية والقدرة على التكيف بشكل عام.
ومع استمرار بوسطن ديناميكس في تحسين قدرات أطلس على المناورة، يشير الذكاء المدمج في مقابضه نحو مستقبل يستطيع فيه الروبوت العمل جنبًا إلى جنب مع الإنسان بسهولة—ويجسر الفجوة بين القوة الجسدية والمهارة الدقيقة.