
التكنولوجيا اليومية
·27/08/2025
يواجه يوتيوب رد فعل عنيف من المبدعين الذين يزعمون أن المنصة تستخدم الذكاء الاصطناعي سراً لتعديل مقاطع الفيديو الخاصة بهم، خاصة ضمن مقاطع يوتيوب القصيرة (YouTube Shorts). بينما صرح يوتيوب بأنه يستخدم التعلم الآلي التقليدي للتحسينات مثل إزالة الضبابية وتقليل الضوضاء، يشعر المبدعون بالقلق إزاء نقص الشفافية والتأثير المحتمل على أصالة محتواهم.
اكتسبت القضية اهتمامًا كبيرًا بعد أن نشر المبدع ريت شول مقطع فيديو يشكك في ممارسات يوتيوب. سلط شول الضوء على مقطع فيديو لزميله اليوتيوبر ريك بياتو، حيث بدا أن نسخة YouTube Shorts تحتوي على تأثير "لوحة زيتية" على الخلفية وتفاصيل حادة، على عكس النسخة الأصلية التي تم تحميلها أو الإصدارات الموجودة على المنصات الأخرى.
أعرب شول ومبدعون آخرون عن إحباطهم، ليس بالضرورة من استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الفيديو، بل من عدم وجود إشعار أو موافقة. إنهم يخشون أن تؤدي هذه الممارسة إلى اعتقاد المشاهدين بأن المبدعين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بأنفسهم، مما قد يضر بمصداقيتهم، خاصة في عصر يتزايد فيه "التزييف" الناتج عن الذكاء الاصطناعي.
تناول رينيه ريتشي، مسؤول التواصل مع المبدعين في يوتيوب، المخاوف على منصة X (تويتر سابقًا)، مشيرًا إلى أن المنصة تجرب "تقنية التعلم الآلي التقليدية" لتحسين وضوح مقاطع Shorts. وأوضح أن هذا ليس ذكاءً اصطناعيًا توليديًا أو تحسينًا للوضوح (upscaling)، بل يشبه تحسينات التصوير الحاسوبي الموجودة في الهواتف الذكية. كما أعلن ريتشي أن يوتيوب يعمل على ميزة إلغاء الاشتراك للمبدعين الذين لا يرغبون في تحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم.
على الرغم من توضيح يوتيوب، لا يزال العديد من المبدعين متشككين. أفاد بعض المستخدمين على منصة X أن التحسينات جعلت مقاطع Shorts الخاصة بهم تبدو أسوأ في الواقع. وقد تدخل خبراء قانونيون واستراتيجيون في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن القضية الأساسية تكمن في تعديل المحتوى دون إذن أو علم المبدع، مما يثير تساؤلات حول الثقة والأصالة في الفضاء الرقمي.
تعكس هذه الحالة جدلاً مماثلاً يتعلق بمنصات رئيسية أخرى. واجهت أمازون انتقادات لما بدا أنه تعديلات ناتجة عن الذكاء الاصطناعي على ملصق فيلم، وتلقت نتفليكس انتقادات بسبب "إعادة إنتاج بجودة HD" لعروض قديمة حيث أبلغ المشاهدون عن تشوه في ملامح الوجه. تسلط هذه الحالات الضوء على توتر متزايد بين التطورات التكنولوجية في تحسين المحتوى وتوقعات المبدعين والجمهور فيما يتعلق بالشفافية والتحكم.