الصحة اليومية
·02/12/2025
تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Pediatrics إلى أن الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية بحلول سن 12 عامًا يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بمشاكل الصحة العقلية والسمنة. يشير البحث إلى أن الوصول المبكر إلى هذه الأجهزة يرتبط بنتائج صحية أسوأ، بما في ذلك الاكتئاب وعدم كفاية النوم.
حلل باحثون من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة كولومبيا، بيانات من أكثر من 10,000 مراهق شاركوا في دراسة تطور الدماغ المعرفي للمراهقين. ووجدوا أن 63.6٪ من المشاركين يمتلكون هاتفًا ذكيًا، وكان متوسط العمر للحصول عليه 11 عامًا. كشفت الدراسة أن الأطفال الأصغر سنًا الذين حصلوا على هواتف ذكية في وقت مبكر عانوا من مخاطر أكبر للنوم السيئ والسمنة مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا. والجدير بالذكر أن الدراسة لم تفحص المحتوى المحدد أو أنماط الاستخدام على الهواتف، مع التركيز فقط على تأثير الملكية بحد ذاتها.
بعد عام واحد من الحصول على الهواتف الذكية، أظهر الأطفال الذين امتلكوها بحلول سن 12 عامًا نتائج صحة عقلية أسوأ مقارنة بأقرانهم الذين لم يمتلكوا هاتفًا ذكيًا. أكد المؤلف الرئيسي ران بارزيلاي أن مجرد عامل امتلاك الهاتف الذكي في هذه الفئة العمرية يبدو مرتبطًا بالنتائج الصحية. حتى عند حساب الأجهزة الرقمية الأخرى مثل الأجهزة اللوحية، استمر الارتباط بين امتلاك الهاتف الذكي والآثار الصحية السلبية.
ينصح بارزيلاي الآباء بالنظر إلى الهواتف الذكية كعامل مهم في صحة المراهقين والتعامل مع قرار توفير هاتف بعناية. مع الاعتراف بأن الهواتف الذكية يمكن أن تقدم فوائد مثل تعزيز الروابط الاجتماعية وفرص التعلم، وغالبًا ما تُعتبر ضرورية للسلامة، إلا أن الدراسة تسلط الضوء على الجوانب السلبية المحتملة. تهدف الأبحاث المستقبلية إلى تحديد جوانب محددة لاستخدام الهواتف الذكية وملكيته التي تساهم في الآثار الصحية السلبية وتحديد الأطفال الأكثر عرضة للخطر. الهدف النهائي هو تطوير استراتيجيات لحماية مستخدمي الهواتف الذكية الصغار من هذه العواقب المحددة.
تتماشى هذه النتائج مع المخاوف المتزايدة بين الخبراء بشأن وقت الشاشة المفرط لدى الأطفال والمراهقين. وقد أوصى الجراح العام السابق للولايات المتحدة الدكتور فيفيك مورثي بإنشاء "مناطق خالية من التكنولوجيا" وتعزيز الصداقات الشخصية. كما تحركت عدة ولايات لحظر الهواتف المحمولة في المدارس. وتشير البيانات من مركز بيو للأبحاث إلى انتشار واسع لملكية الهواتف الذكية بين المراهقين، مع حصول نسبة كبيرة من الأطفال الأصغر سنًا أيضًا على هذه الأجهزة.









