
الصحة اليومية
·31/10/2025
في خطوة بارزة لعلوم الأعصاب، وجد فريق من جامعة كاليفورنيا سان دييغو أن دواءً يُباع الآن في الصيدليات، يُسمى الثيورفان، يدفع الحبل الشوكي لينتشر فيه نسيج عصبي جديد. الاكتشاف يفتح باب أمل لمن شُلّت أطرافهم، وقد يحول العجز الدائم إلى حالة يُعالج.
الإصابة بالحبل الشوكي تُرَوَّع لأن الأعصاب فيه لا تُجدي إذا انقطعت. الأعصاب الطرفية تستطيع الإصلاح، لكن أعصاب الدماغ والحبل الشوكي تكاد تكون عاجزة عن ذلك. هذا الفرق يفسر سبب بقاء الشلل دائمًا، ويدفع العلماء منذ عقود لاستفزاز الجسم كي يُعيد بناء ما دمره الحادث.
باحثو UCSD غاصوا في قواعد بيانات الجينات وشاهدوا أي جينات تشتغل حين يصل العصب المتضرر. حين عثروا على التوقيع الجيني للنمو، بحثوا عن دواء يُظهر نفس التوقيع. ظهر الثيورفان، وهو مركب استخدم قديمًا لأمراض بعيدة عن الأعصاب، لكنه يُشغّل الجينات ذاتها التي تُشغّلها عملية إصلاح العصب.
أولا، نجح الفريق في إبقاء خلايا دماغ بشرية بالغة حية في طبق. ولما أضاف الثيورفان امتدّت أليافها بسرعة، ما يعني أن الدواء يُجدي في الأنسجة البشرية. ثم أعطوه لفئران فقدت حركة أطرافها بعد قطع في الحبل الشوكي، فاستعادت حوالى نصف مهارتها في القبض والمشي. عندما جرى حقن الخلايا الجذعية العصبية مع الدواء، تضاعف التحسن، ما يُرجّح أن الجمع بين الدواء والخلايا أكثر فائدة من أيٍّ منهما وحده.
إرنا فان نيرك ومارك توسينسكي يعتبران أن دمج الذكاء الاصطناعي مع معرفة الجينات والعلاج بالخلايا رسم خريطة طريق جديدة. التجارب البشرية لم تبدأ بعد، لكن الصورة الآن أوضح: الشلل قد لا يبقى أبديًا.









