الصحة اليومية
·24/10/2025
كشفت دراسة جديدة عن علاقة غير متوقعة وقوية بين تسوس الأسنان وأمراض اللثة من جهة، والإصابة بالسكتة الدماغية من جهة أخرى. يطالب الباحثون بتوعية أكبر بأن ما يحدث في الفم يؤثر مباشرة على القلب والأوعية الدموية، وأن تسوس الأسنان أو التهاب اللثة يزيد خطر الجلطة.
ارتفاع ضغط الدم والسكري معروفان كعوامل خطر للسكتة، لكن أحوال الفم غالبًا ما يُغفل دورها. رصدت الدراسة التي نُشرت في مجلة Neurology حالة نحو 6000 بالغ في منتصف العمر لم تُصب بأي جلطة سابقًا. قُسِّم المشاركون إلى ثلاث فئات: فم سليم، التهاب لثة فقط، أو التهاب لثة مصحوب بتسوس.
ظهرت فروق واضحة بين حالة الأسنان وحدوث الجلطة. بلغت نسبة الإصابة لدى أصحاب الفم السليم نحو 4٪، ارتفعت إلى 7٪ بين المصابين بالتهاب اللثة فقط، ووصلت إلى 10٪ لدى من يعاني التهاب اللثة والتسوس معًا. أظهرت تحاليل إضافية أن وجود المرضين معًا يرفع خطر الإصابة بالسكتة الإقفارية - الأكثر شيوعًا والناتجة عن انسداد أحد الأوعية الدماغية - بنسبة 86٪.
يرجح الباحثون أن بكتيريا الفم وسُمومها تتسرب إلى الدم فتُحدث التهابًا مزمنًا في الجسم، ما يمهد لحدوث الجلطة. لاحظت الدراسة أيضًا أن من يزور طبيب الأسنان باستمرار تنخفض لديه احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة والتسوس بنسبة 81٪، مما يؤكد أهمية الكشف الدوري.
رغم قوة النتائج، يعترف الباحثون بأن عوامل أخرى - مثل الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وسهولة الوصول إلى الرعاية، والغذاء، والاستعداد الوراثي - تؤثر هي الأخرى. مع ذلك، تؤكد الدراسة على ضرورة أن يدرك الأطباء والعامة خطورة إهمال صحة الفم. تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميًا، والانتظام في الفحوصات عند طبيب الأسنان، أصبح ضرورة ملحة للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من السكتة الدماغية.









