
الصحة اليومية
·26/08/2025
كشفت دراسة حديثة عن صلة مقلقة بين إصابات الدماغ الرضحية (TBIs) الناتجة عن حوادث مثل حوادث المرور والسقوط، وزيادة خطر الإصابة بالأورام في وقت لاحق من الحياة. تشير هذه الأبحاث الرائدة إلى أن الصدمة الجسدية للدماغ قد تحفز مسارات بيولوجية تعزز تطور السرطان.
حللت النتائج، التي نُشرت في مجلة علمية رائدة، بيانات من مجموعة كبيرة من الأفراد الذين تعرضوا لإصابات دماغية رضية. تتبعت الدراسة بدقة نتائجهم الصحية على مدى عدة سنوات، وحددت ارتباطًا ذا دلالة إحصائية بين شدة إصابة الدماغ والحدوث اللاحق لأنواع مختلفة من الأورام.
يفترض الباحثون أن الالتهاب والتلف الخلوي الناتج عن إصابة الدماغ الرضحية يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا. عندما يصاب الدماغ، يبدأ الجسم استجابة التهابية. في حين أن هذه عملية شفاء طبيعية، إلا أن الالتهاب المزمن أو الشديد يمكن أن يساهم أحيانًا في نمو الخلايا غير المنضبط، وهو سمة مميزة للسرطان. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التمزق الجسدي لأنسجة الدماغ إلى تنشيط جينات خاملة أو تغيير مسارات الإشارات الخلوية بطرق تهيئ الأفراد لتكوين الأورام.
تحمل هذه الدراسة آثارًا كبيرة على الصحة العامة والمهنيين الطبيين. إنها تؤكد على أهمية الوقاية من إصابات الرأس من خلال تدابير السلامة مثل ارتداء أحزمة الأمان والخوذات. بالنسبة للأفراد الذين تعرضوا لإصابات دماغية رضية، قد تدفع هذه الأبحاث إلى مراقبة طبية أوثق للمضاعفات الصحية المحتملة على المدى الطويل، بما في ذلك السرطان. قد يفكر الأطباء في دمج تاريخ إصابة الدماغ الرضحية في تقييمات المخاطر لبعض أنواع السرطان.
بينما تؤسس الدراسة ارتباطًا مقنعًا، فإن المزيد من التحقيق ضروري لتوضيح الآليات البيولوجية الدقيقة. من المرجح أن يركز البحث المستقبلي على تحديد علامات جزيئية وعمليات خلوية محددة يتم تنشيطها بواسطة إصابة الدماغ الرضحية وتساهم في تكوين الأورام. يمكن أن يؤدي فهم هذه المسارات إلى استراتيجيات علاجية جديدة للتخفيف من المخاطر طويلة الأجل المرتبطة بإصابات الدماغ.