
أخبار كرة القدم العالمية
·10/05/2025
عندما تم الإعلان عن انتقال كريستيانو رونالدو إلى السعودية في ديسمبر 2022، صُدم عالم كرة القدم. قرار النجم البرتغالي بالانضمام إلى النصر، نادٍ خارج صفوة الأندية الأوروبية، أثار الدهشة—ليس فقط بسبب المستوى المتواضع للدوري مقارنة بأوروبا، ولكن أيضًا بسبب الراتب الفلكي البالغ 177 مليون جنيه إسترليني الذي جعله الأعلى أجرًا في عالم كرة القدم.
ومع ذلك، قدم رونالدو تبريرًا لاختياره. قال إن فصله في أوروبا اكتمل بعدما لعب وفاز مع بعض أكبر الأندية في القارة. ووصف انتقاله إلى السعودية بأنه "تحدٍ جديد"، مؤكدًا نيته المساعدة في تطوير كرة القدم وجوانب أخرى في البلاد، مشيرًا إلى أنه رفض عروضًا من أندية في أوروبا والبرازيل وأستراليا والولايات المتحدة وحتى البرتغال.
وبينما جرى النقاش حول مدى صدق هذه الرؤية، لا يمكن إنكار التأثير الأوسع لقدومه. منذ وصوله، انضم عدة نجوم بارزين مثل كريم بنزيما، وإنغولو كانتي، وروبرتو فيرمينو، ورياض محرز، وفابينيو إلى الدوري السعودي. ورغم هذه الصفقات المدوية، يظل مستوى المنافسة متأخرًا عن الدوريات الأوروبية الكبرى من حيث الجودة والمكانة العالمية.
من الناحية الأدائية، حقق رونالدو أكثر مما هو مطلوب. في 74 مباراة مع النصر، سجل 72 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة—أرقام مبهرة لأي لاعب بغض النظر عن عمره، ناهيك عن لاعب يقترب من الأربعين. ورغم أن مستوى الدوري لا يُقارن بالبطولات الأوروبية الكبرى، فإن الحفاظ على هذا المعدل التهديفي يبقى إنجازًا استثنائيًا.
كما تحسن دقة تسديداته مع الوقت. في الموسم الحالي، 62.9% من تسديداته البالغة 97 سددت على المرمى. بالإضافة إلى ذلك، تحسنت نسبة تمريراته الناجحة إلى 75.5%، وهي زيادة مقارنة بأدائه الأول في السعودية. أما مساهماته الدفاعية فما زالت محدودة—فقد نجح في 6 تدخلات فقط من أصل 16 محاولة—وهو أمر يتوافق مع دوره الهجومي المعتاد.
لكن رغم تألقه الفردي، ظلت الألقاب بعيدة المنال. منذ قدومه، لم يتمكن النصر من الفوز بلقب الدوري السعودي، الذي كان آخر انتصار لهم في موسم 2018/19—قبل عصر رونالدو. بينما حافظ منافسوهم الهلال على هيمنتهم، وأصبح الاتحاد، بقيادة زميل رونالدو السابق في ريال مدريد بنزيما، منافسًا قويًا للقب. ومع اقتراب نهاية الموسم، يتخلف النصر عن الصدارة، ولن يتمكنوا من اللحاق بها إلا بسلسلة انتصارات كاملة وأخطاء من المنافسين.
ساعدت أهداف رونالدو النصر في احتلال المركز الثاني مرتين، وحطم الرقم القياسي للتسجيل في موسم واحد بالدوري السعودي. لكن هذه الإنجازات تبدو متواضعة مقارنة بالتوقعات التي ولّدها عقده ونجوميته. كما أخفق النصر في منافسات أخرى—فخرج من ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وخسر كأس الملك بركلات الترجيح، وودع كأس السوبر السعودي في نصف النهائي.
اللقب الوحيد البارز في مسيرة رونالدو مع النصر هو كأس الأندية العربية 2023، حيث سجل هدفين في النهائي أمام الهلال، محققًا البطولة ونال جائزة هداف البطولة. ومع ذلك، يبدو لقب واحد وعدة إخفاقات غير كافية لنجم بحجمه كان يهدف إلى تحويل مسار النادي وترك بصمة دائمة.
في النهاية، بينما يظل رونالدو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ—بفضل مسيرته في مانشستر يونايتد وريال مدريد—فإن فترة وجوده في السعودية قد تُذكر أكثر كبوابة لانضمام النجوم العالميين وتعزيز علامته التجارية، بدلًا من تغيير واقع ناديه أو مستوى المنافسة في المنطقة.