كيف شكّل منهج جوارديولا كرة القدم الحديثة

أخبار كرة القدم العالمية

أخبار كرة القدم العالمية

·

29/04/2025

button icon

يعود الأسلوب السائد حاليًا بين الفرق الأوروبية الكبرى إلى الأفكار التي صقلها بيب جوارديولا. رغم أنه لم يبتكر مفهوم "اللعب المركزي" (juego de posición)، إلا أنه طوره إلى مستويات غير مسبوقة. مستمدًا إلهامه من تعاليم يوهان كرويف ولويس فان غال، أسس جوارديولا إطارًا تكتيكيًا يُعرّف كرة القدم في هذا العصر.

هذا النموذج، الذي يركز على البناء المنظم والاستخدام الذكي للمساحات، أصبح راسخًا في العديد من الأندية الرائدة في أوروبا. من بين المدربين الذين يطبقون هذه المبادئ حاليًا ميكيل أرتيتا وهانسي فليك ولويز إنريكي – وهم ثلاثة وصلوا إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وجودهم هناك يعكس مدى تأثير فلسفة جوارديولا.

رغم هيمنة هذا النهج، إلا أن لديه منتقدين. يعتقد البعض أنه يقتل العفوية ويجبر المدافعين على أدوار غير طبيعية. بينما يرى آخرون أنه يحد من الإبداع ويبالغ في التركيز على التوجيهات. لكن جزءًا كبيرًا من هذا الاعتراض قد يكون بسبب تطبيقات خاطئة للنظام وليس بسبب الفكرة الأساسية نفسها.

في هذا الموسم، أكثر من نصف فرص ربع نهائي دوري الأبطال اتبعت شكلًا من هذا النموذج. حتى الفرق التقليدية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد – تحت قيادة جديدة – تتجه نحوه. فاعليته في المستوى الأعلى تثبت أنه ليس مجرد موضة، بل صيغة للفوز.

هذا التحول يتجاوز التكتيك. الأندية الآن تفضل المدربين الذين يفهمون النظام. أكاديميات الشباب تُدرّب اللاعبين على العمل ضمن هيكله، والمواد التعليمية تُعاد صياغتها لتعكس أهميته. مثل أي تحول ثقافي، سيستغرق الانتشار الكامل وقتًا – لكن الزخم واضح.

من البناء إلى إنهاء الهجمات: إطار عمل لا يزال يتطور

ركز جوارديولا في بداية مسيرته التدريبية على بدء اللعب من الخلف. حواره الشهير مع الحارس فيكتور فالديس، عندما طلب منه التمرير القصير لمدافعين مترددين، كان نقطة تحول في التدريب الحديث. مع الوقت، أصبحت هذه الطريقة في بدء الهجمات أساسًا في اللعب المعاصر.

بعد كأس العالم 2010 وتغيير القاعدة في 2019 الذي سمح للمدافعين باستلام الكرة داخل المنطقة أثناء ركلات المرمى، أصبحت مرحلة البناء جزءًا منتظمًا من حصص التدريب في أوروبا. بدأ المدربون التركيز أكثر على تطوير هذا الجانب، مما جعله معيارًا وليس استثناءً.

منتصف الملعب، المعروف بمرحلة "البناء"، استغرق وقتًا أطول ليجذب الاهتمام الواسي. بدأ جوارديولا استكشاف إمكانياته في برشلونة، ثم طور أساليبه في بايرن ميونخ ومانشستر سيتي لاحقًا.

منطقة واحدة لا يزال هذا النموذج غير مكتمل فيها هي أمام المرمى. مرحلة إنهاء الهجمات لا تزال تعتمد أكثر على غريزة اللاعبين وليس النظام. رغم أن بعض الثقافات، مثل الفرنسية، تحلل الهجوم إلى تفاصيل أكثر، إلا أن هذه المنطقة الأخيرة لم تُهيمن عليها الأطر المركزيّة بالكامل بعد.

في يوم ما، قد يظهر مفكر جديد لسد هذه الفجوة. كما وسع جوارديولا الأفكار التي سبقته، قد يطور شخص آخر نظامًا ينظم الثلث الأخير بالكامل. حتى ذلك الحين، تستمر عملية صقل كل مرحلة.

جيل جديد يعيش الحاضر

مدربون مثل لويز إنريكي وميكيل أرتيتا وهانسي فليك يتحدثون عن تأثير جوارديولا. بالنسبة لإنريكي، مشاهدة فرقه كانت مصدر تعلم دائم. أما أرتيتا، فالعمل معه كان تحويليًا. يصف فليك فترة مراقبته لجوارديولا في بايرن بأنها "إلهام"، مشيدًا بقدرته على التحكم في المساحات وإيجاد حلول جديدة.

هذا النموذج ليس مثاليًا، والعديد من المدربين يجدون صعوبة في تنفيذه بنجاح. لكن هذا لا يجب أن يُعتبر فشلًا للفكرة نفسها. الكثير من الانتقادات تأتي من الإحباط – فإذا لم يُنفذ بشكل مثالي، يرى البعض أنه لا يجب تطبيقه أصلًا. هذا التفكير يتجاهل حقيقة أن التقدم يحتاج إلى تجارب وتكيف.

كرة القدم اليوم أكثر تقدمًا من العقود الماضية. الهياكل التكتيكية أكثر تفصيلًا، واللعب الجماعي أكثر تماسكًا، ومستوى التخطيط خلف كل حركة أكثر تطورًا. عند التنفيذ الصحيح، يصبح اللعب جذابًا وأنيقًا.

مدربون مثل أوناي إيميري وإنزو ماريسكا أمثلة على من تبّنوا هذا التحول. إيميري، تحديدًا، طور أسلوبه – ليس بسبب الولاء لأيديولوجيا معينة، بل لأن النظام وفر موثوقية وتحكمًا أكبر. استعداده للتكيف، حتى بدون لاعبين من الطراز العالمي، لافت.

حتى الفرق التي كانت تعتمد على نجوميتها، مثل باريس سان جيرمان، تطبق الآن استراتيجيات مركزية لتنظيم هجومها وتحسين الانتقالات. هذا يعكس فهمًا متزايدًا أن التحكم والإعداد هما مفتاح النجاح.

مستقبل الرياضة ليس عن التخلي عن العاطفة أو الارتجال، بل عن دمج الهيكل مع الهوية. مع ظهور مدربين جدد يجيدون منطق النظام، وتبني المزيد من الأندية له ليس بسبب الضغط بل لأنه ناجح، سيصبح النموذج أكثر عالمية.

اللعب المركزي لم يعد موضة. إنه اللغة السائدة في كرة القدم الحديثة – وهو هنا ليبقى.

قراءة مقترحة

14-04-2025
معاناة بايندير تضع أموريم أمام قرار مصيري في حراسة المرمى
شهدت مانشستر يونايتد ليلة سوداء تحت قيادة المدرب روبن أموريم، حيث تعرض للخسارة بنتيجة 4-0 أمام نيوكاسل في سانت جيمس بارك. وفي غياب الحارس أندريه
19-07-2025
المغرب تتأهل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات بفوز مثير على مالي
تأهل المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا للسيدات (وافكون) بعد فوزه المثير 3-1 على مالي في المباراة التي جمعتهما يوم الأحد.
20-04-2025
السعودية تعلن استعدادها لاستضافة كأس العالم بـ64 فريقاً في 2034
أعلنت السعودية استعدادها لتنظيم نسخة موسعة من كأس العالم تضم 64 فريقاً في عام 2034، في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زيادة عدد المشار
06-05-2025
إخوان ويليامز يبقون واثقين رغم الخسارة في المباراة الأولى
لا يزال مهاجما نادي أتلتيك بيلباو نيكو وإيناكي ويليامز يحتفظان بالأمل في قلب النتيجة الصعبة أمام مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي. رغم أن الفر
21-05-2025
الشحات يتطلع لبداية تاريخية في كأس العالم للأندية أمام إنتر ميامي وميسي
أعرب حسين الشحات عن ثقته قبل المباراة الافتتاحية المرتقبة للأهلي في كأس العالم للأندية المحدثة، حيث يواجه العملاق المصري إنتر ميامي بقيادة ليوني
22-05-2025
نمط بوستيكوغلو في تحقيق البطولات في السنة الثانية
عندما خسر توتنهام أمام أرسنال بهدف نظيف في سبتمبر، لم تهتز ثقة أنجيه بوستيكوغلو. قال: "دائماً ما أحقق البطولات في سنتي الثانية" – كلمات تردد صدا
11-06-2025
السنغال تحقق إنجازاً تاريخياً بأول فوز على إنجلترا
عندما أطلق تشيخ صابالي الكرة في شباك إنجلترا لهدف السنغال الثالث يوم الثلاثاء على ملعب سيتي غراوند، ختم بذلك لحظة تاريخية لمنتخب غرب أفريقيا. جا
15-05-2025
الوصيف يتأهل إلى نصف نهائي كأس الأمير
تأهل الغرافة إلى نصف نهائي كأس الأمير بعد التغلب على السد بركلات الترجيح المثيرة بنتيجة 5-4 على ملعب ثمامة يوم الأربعاء. وانتهى الوقت الأصلي وال
25-06-2025
وصول المنتخب السعودي إلى سان دييغو استعدادًا لربع نهائي كأس الذهب
وصل المنتخب السعودي إلى سان دييغو صباح يوم الثلاثاء، استعدادًا لمواجهة حاسمة في ربع نهائي بطولة كأس الذهب CONCACAF أمام المكسيك المقررة يوم السب
16-03-2025
إصابة بالمر تثير الشكوك حول إمكانية انضمامه لمنتخب إنجلترا
مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا يشك في مشاركة كول بالمر مع منتخب إنجلترا في تصفيات كأس العالم القادمة أمام ألبانيا ولاتفيا بسبب مشكلة عضلية. تعرض اللاع
08-05-2025
نهائي دوري أبطال أوروبا 2025: إنتر ميلان ضد باريس سان جيرمان
سيجتمع إنتر ميلان وباريس سان جيرمان (PSG) في نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، وهي المرة الثانية فقط في تاريخ البطولة التي يتقابل فيها فريقان من إيط
24-03-2025
مونتاري وحسن خارجان عن مواجهة قيرغيزستان في تصفيات كأس العالم
أعلنت اتحاد قطر لكرة القدم أن محمد مونتاري وعبدالكريم حسن لن يكونا متاحين لمواجهة قيرغيزستان المقررة يوم الثلاثاء ضمن تصفيات كأس العالم 2026. وق
22-05-2025
فودن يتأمل موسمًا صعبًا
اعترف لاعب خط وسط مانشستر سيتي، فيل فودن، بأن هذا الموسم كان من أصعب المواسم في مسيرته الكروية، مشيرًا إلى التحديات الشخصية وإصابة خطيرة في الكا
10-05-2025
لشبونة تستعد لدربي حاسم مع وجود اللقب على المحك
يستعد سبورتينغ سي بي وبنفيكا للتصادم في مباراة ضخمة يوم السبت مع احتمال تحديد لقب الدوري البرتغالي. يتصدر الناديان الترتيب برصيد 78 نقطة لكل منه
07-04-2025
مصر تحافظ على آمالها في كأس العالم بفوزها على الكاميرون
بعد تعرضها لخسارتين مبكرتين في كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة، عادت مصر إلى سكة الانتصارات يوم الأحد بتغلبها على الكاميرون بنتيجة 2-1. هذه النتيجة ت
06-03-2025
شباب الأهلي وشارقة يتقاسمان النقاط في الذهاب من ربع النهائي
تعادل شباب الأهلي وشارقة بنتيجة 1-1 في مباراة الذهاب من ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2™ 2024/25 يوم الأربعاء، في مباراة لم تحسم بين الفريقين. على