أخبار كرة القدم العالمية
·02/07/2025

برزت الطموحات السعودية في كرة القدم العالمية بشكل لافت خلال كأس العالم للأندية، بعدما حقق الهلال فوزًا دراماتيكيًا 4-3 على مانشستر سيتي الإنجليزي يوم الاثنين، ليتأهل لربع النهائي. يُعتبر هذا الانتصار من أكبر مفاجآت البطولة، ويتوافق مع الاستراتيجية الأوسع للمملكة لتعزيز حضورها الكروي عالميًا، تتويجًا باستضافة كأس العالم 2034.
قال المدافع كاليدو كوليبالي: "أردنا إثبات أن الهلال يمتلك ما يؤهله للتنافس على هذا المستوى". ينضم الدولي السنغالي إلى قائمة نجوم كبار قبلوا عروضًا مالية مغريّة للانتقال إلى الدوري السعودي في السنوات الأخيرة.
تسارع الزخم الكروي السعودي بعد انتقال كريستيانو رونالدو الصاعق للنصر عام 2022، بعقد قياسي يقارب 200 مليون دولار سنويًا. أطلق ذلك موجة شراء عدوانية مدعومة من صندوق الثروة السيادية، حيث تبع ذلك انتقال نجوم مثل نيمار وكريم بنزيما، مع محاولات جريئة لجذب ليونيل ميسي وكيليان مبابي.
سعى الهلال - أكثر الأندية السعودية تتويجًا بالألقاب - لضم برونو فيرنانديز قائد مانشستر يونايتد قبل البطولة دون نجاح. لكنه أثار الضجة بتعيين الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي قاد إنتر ميلان لنهائيي دوري أبطال أوروبا في ثلاث سنوات. بدأ تأثيره سريعًا بتعادل مع ريال مدريد في المجموعات، ثم الفوز التاريخي على سيتي.
قال إنزاغي: "كان علينا تحقيق شيء استثنائي. واجهنا أحد أفضل الفرق العالمية، كتسلق إيفرست دون أكسجين - ونجحنا".
يُنظر لأداء الهلال كتصريح نوايا للكرة السعودية، التي قلل بعض النقاد من شأنها واعتبروها مجرد وجهة مالية. علّق وسط الميدان سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش (القادم من لاتسيو): "لنرى ما سيقولونه بعد هذه المباريات. هذا ليس ما كانوا يتحدثون عنه بشأن دورينا".
رغم جذب أبطال أوروبا مثل نغولو كانتي ورياض محرز وروبرتو فيرمينو، ظل تقييم مستوى الدوري صعبًا. فالهلال لم يفز باللقب المحلي الموسم الماضي (حصل عليه الاتحاد بقيادة بنزيما)، بينما توج الأهلي (ضم محرز وفيرمينو) ببطولة آسيا. حتى رونالدو لم يحقق الدوري مع النصر بعد، مما يؤكد تنافسية البطولة.
تقدم مسيرة الهلال رغم عقبات كبرى، حيث غادر نيمار في يناير، بينما غاب الهداف الكبير ألكسندر ميتروفيتش بسبب الإصابة.
الاختبار التالي سيكون أمام فلومينينسي البرازيلي الجمعة في أورلاندو. مع إقصاء سيتي وإنتر، يبدو هذا الجزء من القرعة (الذي يضم تشيلسي وبالميراس) أكثر انفتاحًا.
في الجانب الآخر، تتربص عمالقة أوروبا مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ. لكن إنزاغي معتاد على تجاوز التوقعات، حيث قاد سابقًا تشكيلة مسنة في الإنتر لتخطي برشلونة في نصف نهائي تاريخي (7-6 في المجموع).
ما يجعل إنجاز الهلال أكثر تميزًا أن إنزاغي لم يحظ سوى بأسبوع تحضير مع الفريق قبل البطولة. حتى لو انتهت رحلتهم في الجولة المقبلة، فإن تقدمهم يظل إنجازًا بارزًا لفريق لم يُعتبر من المرشحين للقب.
بدأت الاستثمارات السعودية الضخمة في كرة القدم تؤتي ثمارها، ويؤدي الأداء القوي للهلال دورًا محوريًا في تعزيز مكانة الدوري المحلي على الساحة العالمية.














