أخبار كرة القدم العالمية
·26/06/2025

تم منح غاريث ساوثجيت لقب فارس رسميًا في قلعة وندسور يوم الأربعاء، لينضم إلى قائمة مختارة من مدربي كرة القدم الذين حصلوا على هذا الشرف. وقد استقال المدرب البالغ من العمر 54 عامًا في بداية هذا الشهر بعد قرابة ثماني سنوات كمدرب لمنتخب إنجلترا، وذلك إثر الهزيمة أمام إسبانيا في نهائي يورو 2024.
تم منحه لقب الفروسية تقديرًا لخدماته في كرة القدم، اعترافًا بقيادته الفنية وتأثيره الأوسع على الرياضة. أصبح ساوثجيت سابع مدرب فقط يحصل على هذا اللقب، إلى جانب أسماء أسطورية مثل السير ألف رامزي، والسير أليكس فيرغسون، والسير مات بوسبي، والسير بوبي روبسون.
من اللافت أن فقط السير والتر وينتربوتوم وساوثجيت نفسه هما من حصلا على هذا التكريم دون رفع أي بطولة كبرى خلال مسيرتهما التدريبية. ورغم غياب الألقاب، فإن فترة قيادته شهدت تجديدًا للمنتخب الإنجليزي وصورته العامة.
تولى ساوثجيت تدريب المنتخب خلفًا لسام ألاردايس في 2016، حيث ورث فريقًا في حالة فوضى. بمرور الوقت، أعاد تشكيل إنجلترا لتصبح فريقًا متنافسًا باستمرار في البطولات الكبرى، حيث وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2018، ونهائي يورو 2020، قبل أن يخسر مرة أخرى في يورو 2024.
تميزت فترته بخسائر مؤلمة، منها الهزيمة في الوقت الإضافي أمام كرواتيا في موسكو، والخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا في ويمبلي. كما تعرض لانتقادات بسبب حذره التكتيكي، خاصة في المباريات التي تقدم فيها منتخبه مبكرًا ثم تراجع لاحقًا.
ومع ذلك، مثلت هذه النتائج تحسنًا كبيرًا مقارنة بأداء إنجلترا قبل تعيينه. كانت حقبته مليئة بالوعود، وإن لم تكن بالإنجازات، مما دفع البعض لمقارنته بالنجاح المحدود لمدربي إنجلترا منذ حقبة ألف رامزي.
إلى جانب التكتيك والنتائج، تم الإشادة بساوثجيت لتغييره النغمة المحيطة بالمنتخب الوطني. عزز الوحدة بين اللاعبين، وأعاد الفخر بارتداء القميص الوطني، وقاد إنجلترا بثبات وتعاطف خلال لحظات سياسية حساسة.
أصبح ساوثجيت أكثر من مجرد مدرب خلال فترة قيادته للمنتخب. حيث شارك في تحديات اجتماعية أوسع واتخذ مواقف علنية في قضايا صعبة مثل العنصرية وحقوق مجتمع الميم. تميزت قيادته الهادئة خلال حادثة بلغاريا في 2019، وكذلك رده على الجدل حول شارة "وان لوف" في كأس العالم بقطر.
غالبًا ما وُصف بأنه متزن، مدروس، وخلوق، وهي صفات تعرضت أحيانًا لانتقادات بأنها "لطيفة أكثر من اللازم". ومع ذلك، لم يتردد ساوثجيت في اتخاذ قرارات صعبة، مثل استبعاد لاعبين أساسيين مثل واين روني ورحيم ستيرلينج وجاك جريليش عندما رأى ذلك ضروريًا.
تأرجح دعم الجماهير له، حيث بلغ ذروته بين كأس العالم 2018 ويورو 2020، قبل أن يتراجع خلال الأداء الضعيف في 2022. في بعض الأحيان، تحولت الانتقادات إلى هجمات شخصية، بما في ذلك حادثة في ملعب مولينيو التي تركَت أثرًا عميقًا عليه.
رغم الأداء المتباين في يورو 2024 والهزيمة النهائية أمام إسبانيا، إلا أن إرث ساوثجيت يُعرف بالتقدم وإعادة الإيمان. أعاد إشعال الشغف بين اللاعبين والجماهير، وقاد إنجلترا إلى الأدوار المتأخرة من البطولات الكبرى مرة أخرى.
بينما منحه أمير ويلز - رئيس اتحاد الكرة - لقب الفروسية، كانت هذه النهاية لحقبة قادها ساوثجيت بكرامة، مرونة، وأناقة.














