أخبار كرة القدم العالمية
·19/03/2025

تواجه السعودية لحظة حاسمة في مسيرتها لتأمين مقعد في كأس العالم 2026، حيث ستخوض مباراة مصيرية ضد الصين في الرياض يوم الخميس. وبفوز واحد فقط من ست مباريات حتى الآن، يجب على "الصقور الخضر" أن يحققوا الفوز الكامل للحفاظ على آمالهم في التأهل. وعلى الرغم من أن المنافسين على المركز الثاني يواجهون أيضًا صعوبات، إلا أن السباق لا يزال شديد التنافس.
الفريق الوحيد الذي تمكنت السعودية من التغلب عليه في هذه المرحلة من التصفيات هو الصين، وذلك بفضل هدف متأخر من حسن كدش. ومع ذلك، كانت مشاكل السعودية في تسجيل الأهداف واضحة، حيث لم تتمكن من التسجيل منذ ذلك الفوز الضيق. وستعتمد الصين على نهج دفاعي حذر لتعطيل إيقاع المضيفين. إذا تمكن الزوار من الحفاظ على تشكيل دفاعي متين وإثارة إحباط السعوديين، فقد يستغلون أي توتر يظهر في الملعب ويحققون مفاجأة. يجب على السعودية أن تستغل فرصها وتجد طريقة لكسر جفافها التهديفي.
منذ عودته كمدير فني في أكتوبر الماضي، قام هيرفي رينارد بإدخال تغييرات كبيرة استجابة للأداء غير المتسق للفريق تحت قيادة المدرب السابق روبرتو مانشيني. بدأت عودته بتعادل إيجابي 0-0 أمام أستراليا، لكنه تعرض بعد ذلك لخسارة مخيبة للآمال 2-0 أمام إندونيسيا، مما جعل مهمة التأهل أكثر صعوبة.
في محاولة لقلب الموازين، قام رينارد باستدعاء وجوه جديدة للفريق. من بينهم المدافع جهاد ذكري، الذي أبدع مع القادسية، ومهند السعد، الذي يلعب مع دوكيرك في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، استدعى المدرب المهاجم عبدالله السالم البالغ من العمر 32 عامًا، والذي كان في حالة جيدة مع الخليج وسجل أهدافًا بانتظام رغم تواضع مركز فريقه في الدوري. قد تثبت استراتيجية رينارد في اختيار اللاعبين بناءً على أدائهم الحالي مع أنديتهم فعاليتها إذا قدم هؤلاء اللاعبون الجدد أداءً مؤثرًا.
بعد المواجهة مع الصين، ستواجه السعودية مهمة صعبة خارج أرضها ضد اليابان، الفريق الذي أثبت بالفعل هيمنته على المجموعة الثالثة. عندما التقى الفريقان في جدة أكتوبر الماضي، حققت اليابان فوزًا مريحًا 2-0، مما عزز موقعها في صدارة الترتيب. ومع اقتراب الساموراي الأزرق من تأكيد تأهلهم إلى كأس العالم، قد تحسم مباراتهم القادمة على أرضهم ضد البحرين تأهلهم.
على الرغم من أن مواجهة اليابان مهمة صعبة دائمًا، إلا أن هناك بصيص أمل للسعودية. إذا كان اليابانيون قد ضمنوا بالفعل تأهلهم، فقد لا يقتربون من المباراة بنفس الحماس، مما قد يمنح فريق رينارد فرصة للمنافسة. في دورة التصفيات السابقة، تمكنت السعودية من إنهاء التصفيات متقدمة على اليابان، مما يثبت أن المفاجأة دائمًا ممكنة.
سيحتاج فريق السعودية إلى قيادة قوية وأداء متميز من لاعبيه لاجتياز المباريات المقبلة بنجاح. هناك قلق بشأن توفر محمد كانو، الذي تعرض لإصابة قبل مباراة الصين. إذا كان جاهزًا، فإن لاعب الوسط الهلالي سيكون عنصرًا حيويًا في الفريق، حيث سيضفي الطاقة والهدوء.
بالإضافة إلى كانو، يجب أن يقدم اللاعبون المؤثرون الآخرون أداءً مميزًا. سالم الدوسري يبقى القوة الإبداعية الرئيسية للفريق، وقادر على صنع لحظات فارقة. وفي الوقت نفسه، سيكون الظهير الأيمن سعود عبدالحميد، الذي اكتسب خبرة مع روما، عنصرًا حاسمًا في الدفاع واللعب الانتقالي. التحدي لا يقتصر على المباريات نفسها، حيث ستكون الرحلة عبر مناطق زمنية متعددة بعد مواجهة الصين اختبارًا إضافيًا للتحمل والاستعداد.
بغض النظر عن نتائج المباراتين المقبلتين، ستظل السعودية بحاجة إلى العمل الجاد. حيث ستخوض مباراتين أخيرتين في يونيو، تشملان مواجهة مع البحرين خارج الديار ومباراة مصيرية ضد أستراليا. ومع تأهل اليابان شبه المؤكد إلى كأس العالم، يظل الصراع على المركز الثاني في المجموعة محتدمًا.
إذا فشلت السعودية في تحقيق المركز الثاني، فإن الأمل لا يزال موجودًا. حيث ستتاح للفرق التي تحتل المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث فرصة أخرى للتنافس على مقعد في كأس العالم عبر جولات إضافية. بينما قد يُنظر إلى احتلال المركز الثالث على أنه انتكاسة لكل من السعودية وأستراليا، إلا أن فرقًا أخرى مثل إندونيسيا والصين والبحرين قد تراه إنجازًا. ومع اشتداد المنافسة، يبقى تأمين مركز ضمن المراكز الأربعة الأولى مع السعي لاحتلال المركز الثاني هو الأولوية القصوى للصقور الخضر.














