أخبار كرة القدم العالمية
·09/03/2025

في سن الأربعين، لا يزال كريستيانو رونالدو يحطم التوقاعات ويعيد كتابة السردية حول ما هو ممكن بالنسبة للاعب كرة قدم في مرحلة متأخرة من مسيرته. قائد فريق النصر، الذي احتفل بعيد ميلاده الأربعين الشهر الماضي، لا يزال يتمتع بنفس الكفاءة والإنتاجية، مما يثبت أن العمر مجرد رقم. أداؤه الأخير في ديربي الرياض ضد الشباب، حيث سجل هدفًا رائعًا في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2، هو دليل آخر على بريقه المستمر.
الهدف، الذي كان رقم 18 له في موسم دوري روشن السعودي، لم يمدد فقط تقدمه في ترتيب هدافي الموسم 2024-2025، بل كان أيضًا علامة على إنجاز شخصي كبير. كان هذا الهدف هو الهدف رقم 463 لرونالدو منذ أن بلغ الثلاثين من عمره، مساويًا بذلك إجمالي الأهداف التي سجلها قبل هذه السن. هذا الإنجاز المذهل يؤكد قدرته على الحفاظ على مستويات أداء عالية حتى عندما يبدأ معظم اللاعبين في التراجع. بالنسبة لرونالدو، كانت السنوات بعد الثلاثين بنفس الإنتاجية التي كانت عليها قبل ذلك، وهو أمر نادر في عالم كرة القدم.
رحلة رونالدو منذ أن بلغ الثلاثين كانت استثنائية بكل المقاييس. بينما يبدأ معظم اللاعبين في التباطؤ أو الاعتزال، استمر هو في الازدهار، حيث طور من أسلوب لعبه ليبقى قوة داهمة أمام المرمى. أهدافه الـ 463 بعد الثلاثين شملت فترات لا تُنسى مع ريال مدريد، يوفنتوس، مانشستر يونايتد، والآن مع النصر، حيث تولى دورًا قياديًا على أرض الملعب وخارجه.
هذا الإنجاز يعكس أخلاقيات العمل التي لا مثيل لها، والانضباط، والشغف الكبير باللعبة. قدرة رونالدو على البقاء في القمة لأكثر من عقدين هي دليل على سعيه الدؤوب نحو التميز. سواء كان ذلك من خلال نظام التدريب الصارم، أو النظام الغذائي الدقيق، أو القوة العقلية، فقد أتقن رونالدو فن البقاء في رياضة تتطلب لياقة بدنية وعقلية عالية.
بينما تستمر إنجازات رونالدو الفردية في التميز، سلطت مباراة التعادل مع الشباب الضوء على التحديات التي تواجه النصر في سعيهم للفوز بلقب دوري روشن السعودي. هذه النتيجة تركت الفريق في المركز الرابع، متأخرًا بفارق 10 نقاط عن المتصدر الاتحاد مع بقاء 10 جولات فقط من الموسم. على الرغم من بطولات رونالدو، فإن عدم استقرار الفريق جعل من الصعب تقليص الفارق في صدارة الترتيب.
ومع ذلك، فإن روح رونالدو القتالية لم تتأثر. حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي بعد المباراة: "سنستمر في القتال!" هذا التصميم على السعي نحو النجاح الفردي والجماعي هو سمة مميزة لمسيرته. حتى مع اقترابه من نهاية مسيرته الكروية، فإن جوع رونالدو للألقاب والأرقام القياسية لا يظهر أي علامات على التلاشي.
مع استمرار رونالدو في إضافة المزيد من الأهداف إلى رصيده، فهو على وشك تجاوز إجمالي أهدافه قبل الثلاثين، ليصل إجمالي أهدافه في مسيرته الاحترافية إلى أكثر من 927 هدفًا. هذا الإنجاز سيعزز من مكانته كواحد من أعظم الهدافين في تاريخ كرة القدم. والأهم من ذلك، سيكون تذكيرًا بأن رونالدو لم ينته بعد.
في مسيرة حافلة بكسر الأرقام القياسية وتحدي الصعاب، يظل نجاح رونالدو بعد الثلاثين هو إنجازه الأكثر إثارة للإعجاب. إنها قصة مرونة، تكيف، ورغبة لا تلين في أن يكون الأفضل. بينما يستمر في السعي نحو المجد مع النصر، فإن شيء واحد مؤكد: إرث كريستيانو رونالدو ما زال يُكتب، والعالم سيكون شاهدًا على ذلك.














