
أخبار كرة القدم العالمية
·15/06/2025
يشهد الهلال تغييرًا كبيرًا مع تعيين سيموني إنزاغي مدربًا جديدًا للفريق خلفًا للبرتغالي جورجي جيسوس. هذا التحول لا يمثل مجرد تغيير في الجنسية – من برتغالي إلى إيطالي – بل يحمل في طياته فلسفة كروية جديدة.
لا يعني قدوم إنزاغي عودة إلى الأساليب الدفاعية التقليدية المرتبطة عادةً بالمدربين الإيطاليين. فعلى الرغم من هذه الصورة النمطية، بنى مدرب إنتر ميلان السابق سمعته على أسس تكتيكية مختلفة. قاد مؤخرًا إنتر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، للمرة الثانية في مسيرته التدريبية، على الرغم من خسارته أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 5-0.
يبلغ إنزاغي الآن 49 عامًا، ويحمل معه ليس فقط خبرة التدريب في أبرز الأندية الأوروبية، ولكن أيضًا إرثًا من مسيرته كلاعب. حيث كان بطل الدوري الإيطالي مع لاتسيو، ولاعبًا سابقًا في المنتخب الإيطالي، وهو الشقيق الأصغر لفيليبو إنزاغي، الأسطورة الحائزة على كأس العالم والمشهورة في يوفنتوس وميلان. ومع ذلك، يعتبره المقربون من العائلة، مثل المدرب جيوفاني تراينيني، أكثر موهبةً من شقيقه. حتى فيليبو نفسه وصف أخاه بأنه "أحد أعظم المدربين على الإطلاق".
ما يميز إنزاغي عن غيره من المدربين المعاصرين هو إطاره التكتيكي المرن. يبدأ عادةً بخطة 3-5-2، لكن التشكيلة متغيرة. فلسفته تسمح للدفاع بالمشاركة في الهجوم، وخط الوسط بتقديم تغطية دفاعية، والظهير بالتقدم بقوة. المفتاح هو استغلال المساحات، سواءً من خلال التمريرات السريعة بين الخطوط أو جذب الفرق للأمام والرد بالكرات الطويلة.
هذا الأسلوب يشجع على مشاركة الفريق ككل في الدفاع والهجوم، مما يجعل فريقه غير متوقع وديناميكي. يمكن رؤية المدافعين المركزيين يضغطون عاليًا، بينما يتراجع المهاجمون لتعطيل خطوط الدفاع المنافسة. والأرقام خير دليل: سجل 20 لاعبًا مختلفًا تمريرات حاسمة لإنتر في الدوري الإيطالي الموسم الماضي – أكثر من أي فريق أوروبي آخر. بينما سجل برشلونة 19، وسجل الهلال 15 لاعبًا صنعوا أهدافًا في دوري روشن السعودي مؤخرًا.
استعدادًا لهذا النظام المكثف، عزز النادي السعودي دفاعه بضم علي اللجمي من منافسه المحلي النصر. لينضم إلى مجموعة دفاعية قوية تضم كاليدو كوليبالي، وعلي البليهي، وحسن التمبكتي، مما يشير إلى جاهزية الفريق لمتطلبات إنزاغي التكتيكية.
على الرغم من أن معظم لاعبي الهلال غير معتادين على أسلوب إنزاغي، إلا أن هناك لاعبًا واحدًا يعرف تمامًا ما يمكن توقعه: سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش. اللاعب الصربي تعامل مع المدرب الإيطالي لأكثر من خمس مواسم في لاتسيو، حيث فاز ببطولة كأس إيطاليا 2018-19 وكأس السوبر الإيطالي في 2017 و2019. كما تم اختياره كلاعب الموسم في لاتسيو خلال آخر موسم لإنزاغي مع النادي.
تحدث ميلينكوفيتش-سافيتش مرارًا بإعجاب عن مدربه السابق، معترفًا بدوره في تطوره الشخصي والمهني. وقال ذات مرة: "لقد تحسنت في كل الجوانب بفضله"، مؤكدًا على قوة العلاقة بينهما.
يستعد الهلال لخوض كأس العالم للأندية الموسعة في الولايات المتحدة، حيث سيبدأ مشواره في المجموعة الثامنة أمام ريال مدريد. وسيكون ظهور إنزاغي الأول مع الفريق في مناسبة ذات ضغوط كبيرة، لكنه سيكون معتمدًا على مساعده الموثوق ميلينكوفيتش-سافيتش.
سجل إنزاغي حافل بالإنجازات: بطل الدوري الإيطالي 2023-24، ووصيف دوري أبطال أوروبا مرتين، وبطل كأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر الإيطالي ثلاث مرات، بما في ذلك انتصارات متتالية في 2022 و2023 – التي استضافتها السعودية. والآن، تستمر قصته في المملكة، حيث يتولى قيادة نادي طموح يتطلع إلى تحقيق المزيد من المجد.