
أخبار كرة القدم العالمية
·21/10/2025
المغرب يضع نصب عينيه أن يصبح دولة رائدة في كرة القدم العالمية بعد فوزه بكأس العالم تحت 20 سنة لأول مرة، متغلباً على الأرجنتين بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية التي أقيمت يوم الأحد في سانتياغو بتشيلي.
أكد ممثل مقرب من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF) لبي بي سي سبورت أفريقيا أن هذا النجأج أثبت أن "الرؤية قد أتت أكلها"، وذلك بعد سنوات من الاستثمار الضخم في تطوير الرياضة في جميع أنحاء البلاد.
سجل ياسر زبيري كلا الهدفين في الفوز على بطل ست مرات، ليمنح المغرب أول لقب عالمي له ويجعله ثاني دولة أفريقية تفوز بالكأس بعد غانا في 2009.
ووجه الملك محمد السادس، الذي كان شخصية محورية في تمويل بنية كرة القدم في البلاد، التحية للفريق الشاب على أدائه وتماسكه. وقال: "نحيي هذا الإنجاز، ثمرة إيمانكم وموهبتكم وتماسككم"، مضيفاً أن فوزهم غمر الشعب المغربي بالفخر والبهجة.
أشعل هذا الإنجاز احتفالات واسعة النطاق في جميع أنحاء المغرب. ووصف محلل كرة القدم جلال بونوار الأجواء بأنها كانت كهربية واستمرت حتى الصباح.
وقال: "كانت ليلة بلا نوم. البلد بأكمله كان مستيقظاً، يحتفل في الشوارع بالأعلام والأغاني وقرنات السيارات. المغاربة شغوفون بكرة القدم، وأن نصبح أبطالاً للโลก هو أمر لا يصدق".
مثلت حملة هذا العام المشاركة الرابعة للمغرب في كأس العالم تحت 20 سنة والأولى منذ عام 2005، بعد أن تأهل كوصيف لكأس أمم أفريقيا تحت 20 سنة.
افتتح أشبال الأطلس المشوار بانتصارات مذهلة على إسبانيا والبرازيل قبل الخسارة بصعوبة أمام المكسيك، ليتصدروا مجموعتهم ويتأهلوا إلى الأدوار الإقصائية. ثم تغلبوا على كوريا الجنوبية 2-1 في دور الـ16، وهزموا الولايات المتحدة 3-1 في ربع النهائي.
وانتهت مباراة نصف النهائي المشحونة ضد فرنسا بالتعادل 1-1 بعد الوقت الإضافي، ليفوز المغرب 5-4 بركلات الترجيح ويحجز مقعده في النهائي.
وفي المباراة الحاسمة، سجل زبيري مبكراً من ركلة حرة متعرجة وأضاف الهدف الثاني من عرضية عثمان مامة قبل نهاية الشوط الأول. وتم تتويج مامة، الذي انتقل هذا الصيف من مونبلييه إلى واتفورد، كلاعب البطولة وحصل على الكرة الذهبية. بينما حصل زبيري على الكرة الفضية بعد أن أنهى البطولة كأفضل هداف برصيد خمسة أهداف.
ينبع صعود كرة القدم المغربية من استراتيجية وطنية أطلقها الملك محمد السادس والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ أكثر من عقد. حيث تصور العاهل المغربي كرة القدم كوسيلة للنمو الاجتماعي والاقتصادي، فافتتح أكاديمية في 2009 ثم مجمعاً تدريبياً بتكلفة 65 مليون دولار قرب الرباط في 2019، وكلاهما يحمل اسمه.
خمسة من لاعبي التشكيلة الأساسية في نهائي تحت 20 سنة كانوا من خريجي الأكاديمية، إلى جانب نجوم المنتخب الأول مثل نايف أكرد وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري، الذين شاركوا في مشوار المغرب التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022.
وقال فتحي جمال، مدير التطوير الفني بالجامعة: "كانت أكاديمية محمد السادس ضرورية في تشكيل مواهبنا الشابة". ويضم المجمع ثمانية ملاعب كاملة الحجم، ومركزاً طبياً، ونادياً رياضياً، ومسبحاً أولمبياً، وفندقاً للرياضيين.
كما قامت الجامعة ببناء مراكز تدريب إقليمية، واستثمرت في 7000 ملعب مجتمعي، وركزت على تحسين مستويات التدريب. وتجري مشاريع بنية تحتية ضخمة للتحضير لكأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، التي سيستضيفها المغرب مشاركة، بتكلفة تقديرية تبلغ 5 مليارات دولار.
وأضاف مصدر في الجامعة: "نحن طموحون وننساق في الاتجاه الصحيح. سيكون كأس أمم أفريقيا 2025 أكثر تميزاً".
ومع ذلك، برزت انتقادات من الرأي العام حول الإنفاق الثقيل للبلاد على كرة القدم، حيث طالب متظاهرون شباب بمزيد من الاستثمار في التعليم والصحة والإسكان. رداً على ذلك، أعلن الديوان الملكي تخصيص 140 مليار درهم (15 مليار دولار) للصحة والتعليم في ميزانية 2026، في زيادة بنسبة 16٪.
يضيف نجاح المنتخب تحت 20 سنة إلى قائمة الإنجازات المتزايدة عبر جميع المستويات. حيث أعقب وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 فوزه بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، بينما فازت الفرق المحلية بثلاثة من آخر أربعة نسخ من بطولة أمم أفريقيا للمحليين.
وتعد كرة القدم النسائية والأشكال الأخرى مثل كرة الصالات وكرة القدم الشاطئية جزءاً من خطة الجامعة طويلة المدى. فقد احتلت أسودات الأطلس المركز الثاني مرتين في كأس أمم أفريقيا للسيدات، وتستضيف كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة، مع استضافة أربع نسخ أخرى في المغرب حتى عام 2029.
ووفقاً لبي بي سي سبورت أفريقيا، يتم تشجيع لاعبي المنتخب تحت 20 سنة على أن يستهدفوا أماكن في تشكيلة المنتخب الأول لكأس العالم 2030. ويعتقد المحلل جلال بونوار أن بعضهم جاهز الآن، مسمياً مامة وزبيري وقلب الدفاع إسماعيل بوعف كمرشحين محتملين للانضمام إلى المنتخب الأول في كأس أمم أفريقيا المقبلة.
وقال: "هؤلاء اللاعبون يمثلون الجيل القادم. إنهم يجمعون بين الانضباط والجودة والإيمان. الشعور هنا هو أن الكرة المغربية قد دخلت حقاً عصرها الذهبي".