التكنولوجيا اليومية
·23/05/2025
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، لكن هذه المرة لم يحمل معه وعودًا بالديمقراطية أو الاستقرار، بل جلب معه تقنيات متقدمة مثل أشباه الموصلات ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. تمثل زيارته تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تركز على الهيمنة التكنولوجية بدلاً من القيم الأيديولوجية.
على مدى عقود، كانت السياسة الخارجية الأمريكية تهدف إلى تصدير الديمقراطية والحرية. ومع ذلك، فإن زيارة ترامب الأخيرة تشير إلى تحول جذري، حيث تسعى الولايات المتحدة الآن إلى "نشر الذكاء الاصطناعي الأمريكي" بدلاً من القيم الديمقراطية.
تضمنت زيارة ترامب توقيع اتفاقية لتسليم مئات الآلاف من رقائق نيفيديا المتقدمة إلى الإمارات والسعودية. كما تم التخطيط لبناء أكبر حرم للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة. هذا التحول في السياسة يعكس استجابة واشنطن للتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية السريعة.
تتزايد المنافسة مع الصين، حيث أطلقت بكين نموذج اللغة الكبير DeepSeek في عام 2025، مما يتيح لها تقديم بدائل تكنولوجية بأسعار أقل. هذا الأمر يثير قلق الولايات المتحدة، حيث تسعى للحفاظ على نفوذها في المنطقة من خلال تقديم تقنيات متقدمة.
تستثمر دول الخليج بشكل متزايد في التكنولوجيا، حيث أصبحت صناديق الثروة السيادية الخليجية تمول الابتكارات في وادي السيليكون. على سبيل المثال، زادت الصناديق السعودية من حصصها في شركات مثل أمازون، مما يعكس دورها المتزايد في الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي.
تظهر زيارة ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات في مجال التكنولوجيا للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط. بينما لا تزال الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا، فإنها لم تعد الوحيدة التي تصوغ النظام العالمي الجديد المدعوم بالتفوق التكنولوجي. قد يكون من الضروري للولايات المتحدة أن تتقاسم بعض من تقنياتها المتقدمة لتظل ذات صلة في عالم يتغير بسرعة.









