التكنولوجيا اليومية
·25/09/2025
يُعرف سالار دي أويوني في بوليفيا، وهو أكبر مسطح ملحي في العالم، بسطحه المذهل الشبيه بالمرآة، وهي ظاهرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. وبينما هو آسر بصريًا عندما يغطيه طبقة رقيقة من الماء، فقد بحثت دراسة حديثة فيما إذا كانت هذه المساحة الشاسعة تستحق حقًا أن تُصنف كأكبر مرآة طبيعية على الكوكب.
لسنوات عديدة، كان يُعتقد على نطاق واسع أن سالار دي أويوني هو أكبر مرآة طبيعية في العالم. ومع ذلك، لم يكن هناك دليل علمي يؤكد ذلك بشكل قاطع. شرع الباحثون مؤخرًا في دراسة، نُشرت في مجلة Nature Communications Earth & Environment، للتحقق تجريبيًا من قدراته الانعكاسية.
باستخدام بيانات من أقمار سنتينل-3 الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تستخدم مقاييس الارتفاع الرادارية لقياس نعومة السطح، قام الفريق بتحليل أكثر من 390,000 قياس راداري تم التقاطها بين عامي 2016 و2024. وساعدت الاختبارات الميدانية التي أجريت خلال ذروة موسم الأمطار في فبراير 2024، باستخدام أدوات بصرية وتصوير بالطائرات بدون طيار، في التحقق من صحة ملاحظات الأقمار الصناعية عن طريق قياس نعومة سطح الماء والتقاط انعكاسات الشمس.
حكم الدراسة دقيق: سالار دي أويوني ليس مرآة موحدة عبر جميع الأطوال الموجية. تتذبذب انعكاسيته مكانيًا وزمانيًا. تُلاحظ الظروف الأكثر شبهاً بالمرآة بعد هطول الأمطار الغزيرة، وقبل تبخر الماء، مما يشير إلى أن الظاهرة مرتبطة مباشرة بأنماط المناخ الإقليمية. حدد الباحثون الفترة من أواخر يناير إلى أوائل مارس كفترة مثالية لمشاهدة هذا التأثير.
نظرًا لأن الظروف الشبيهة بالمرآة ليست ثابتة ولا تشمل المسطح الملحي بأكمله في وقت واحد، فإن تصنيفها بشكل قاطع كأكبر مرآة طبيعية في العالم في أي لحظة معينة يمثل تحديًا. ومع ذلك، كشفت الدراسة عن جانب مثير للاهتمام: لا يبدو أن الرياح تعطل تأثير المرآة. ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن الماء ضحل جدًا لدرجة أن التموجات لا يمكن أن تتشكل. ويهدف البحث المستقبلي إلى استكشاف هذه الخصائص الفريدة بشكل أكبر.
بينما قد يكون التعريف العلمي للمرآة الموحدة محل نقاش بالنسبة لسالار دي أويوني، فإن مشهده البصري الخلاب يظل عجيبة طبيعية لا يمكن إنكارها.









