التكنولوجيا اليومية
·23/09/2025
الفلكيون الذين يستخدمون تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) اكتشفوا أنماطًا غير مسبوقة على شكل 'خرز' و'نجوم' داخل الغلاف الجوي لزحل. هذه التكوينات المعقدة، التي لوحظت في طبقات جوية مختلفة، أثارت فضول العلماء وهي غير مفسرة حاليًا، مما قد يقدم رؤى جديدة حول الطقس المعقد للعملاق الغازي وتفاعلات الغلاف المغناطيسي.
كشف زحل، وهو كوكب مذهل بصريًا بالفعل، عن ألغاز جديدة بفضل القدرات المتقدمة لتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST). تفصل دراسة حديثة نُشرت في مجلة Geophysical Research Letters كيف قام الفلكيون، بقيادة توم ستالارد من جامعة نورثمبريا، بالتحقيق في الانبعاثات تحت الحمراء الشفقية والعلوية للغلاف الجوي لزحل. اكتشفوا أنماطًا دقيقة من الخرز والنجوم، مفصولة بمسافات شاسعة في الارتفاع، والتي قد تكون مترابطة. هذه الميزات، التي لم تُشاهد من قبل على أي كوكب آخر، توفر نافذة محتملة لفهم أنماط الطقس في زحل، على الرغم من الإشارات الجوية الخافتة طبيعيًا للكوكب.
تضمن البحث فترة مراقبة مستمرة لمدة 10 ساعات تركز على H3+، وهو جزيء حاسم في كيمياء الغلاف الجوي لزحل. من خلال دراسة هذا الجزيء باستخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRSpec) التابع لتلسكوب جيمس ويب الفضائي، تمكن الفريق من فحص الغلاف الأيوني والستراتوسفير لزحل في وقت واحد — وهي مناطق كانت تاريخيًا صعبة الدراسة بالتفصيل. تحت طيف الأشعة تحت الحمراء، قدمت هذه الطبقات صورة مختلفة، مع تسجيل أنماط مميزة.
في الغلاف الأيوني، الذي يتميز بالبلازما الكهربائية، لاحظ الفريق سلسلة من "الميزات الداكنة الشبيهة بالخرز المدمجة في هالات شفقية ساطعة". في هذه الأثناء، أظهر الستراتوسفير نمطًا غير متماثل يشبه النجمة يمتد من القطب الشمالي للكوكب نحو خط الاستواء. أشارت تحليلات إضافية إلى أن هذه الأنماط كانت تقع في نفس منطقة زحل ولكن على ارتفاعات جوية مختلفة. يتكهن العلماء بأن الخرز الداكن قد ينتج عن تفاعلات معقدة بين الغلاف المغناطيسي لزحل وغلافه الجوي الدوار، مما قد يلقي الضوء على تبادل الطاقة الذي يدفع الشفق القطبي للكوكب. يشير نمط النجمة غير المتماثل إلى عمليات جوية غير معروفة سابقًا في الستراتوسفير، وربما تكون مرتبطة بالعاصفة السداسية المعروفة في المستويات الجوية الأعمق.
لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الأنماط حدثًا لمرة واحدة أم ظاهرة جوية منتظمة. الملاحظات المستقبلية حاسمة لتأكيد ذلك. يمكن للرؤى المكتسبة من دراسة الغلاف الأيوني لزحل أن تثري فهمنا للغلاف الحراري للأرض. التوقيت الحالي مناسب بشكل خاص، حيث يمر زحل باعتداله، وهو حدث نادر يحدث كل 15 سنة أرضية عندما تتوافق الشمس مباشرة فوق خط استواء الكوكب. هذا التوافق السماوي، بالإضافة إلى التغيرات الموسمية للكوكب، يجعل ملاحظات المتابعة بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي ضرورية لكشف هذه العجائب الجوية المكتشفة حديثًا.









