التكنولوجيا اليومية
·12/09/2025
تشير الأعمال النظرية الحديثة إلى أن الموت الانفجاري للثقوب السوداء البدائية، وهي بقايا من الكون المبكر، قد يصبح قابلاً للملاحظة قريبًا. إذا تم اكتشافها، فإن الإشعاع المنبعث خلال هذه الأحداث يمكن أن يقدم رؤى غير مسبوقة حول اللحظات الأولى للكون، مما قد يحدث ثورة في فهمنا للفيزياء والتاريخ الكوني.
يُعتقد أن الثقوب السوداء، على الرغم من قوتها الهائلة، "تموت" في النهاية في انفجار كارثي. هذه الظاهرة، المعروفة بإشعاع هوكينغ، تنبأ بها ستيفن هوكينغ، الذي افترض أن الثقوب السوداء تبعث تيارًا بطيئًا من الفوتونات والجسيمات دون الذرية مع اقترابها من نهايتها. بينما تستطيع مراصد أشعة غاما الحالية نظريًا اكتشاف هذا الإشعاع، يُعتقد أن مثل هذه الانفجارات نادرة للغاية، تحدث ربما مرة واحدة كل 100,000 عام وتدخل نطاق اكتشافنا بشكل غير متكرر.
اقترح فريق من الفيزيائيين منظورًا جديدًا، يتحدى الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن الثقوب السوداء محايدة كهربائيًا. لقد طوروا "نموذجًا تجريبيًا لكهروديناميكا الكم المظلمة" (dark-QED toy model) يشير إلى أن الثقوب السوداء البدائية، التي تشكلت من فوضى الكون المبكر بدلاً من الانهيار النجمي، قد تمتلك شحنة "مظلمة" صغيرة. يُفترض أن هذه الشحنة تُغذى بواسطة "إلكترونات مظلمة" افتراضية.
وفقًا لهذا النموذج، فإن الثقب الأسود البدائي المشحون قليلاً كان سينفجر في وقت أبكر بكثير في تاريخ الكون. إن وجود هذه الشحنة كان سيثبط إشعاع هوكينغ، وبالتالي يمدد عمر هذه الثقوب السوداء البدائية إلى اليوم الحاضر أو المستقبل القريب. هذا يعني أن أي إشعاع هوكينغ يتم اكتشافه اليوم من المرجح أن ينشأ من ثقب أسود بدائي ينفجر.
إذا تم التحقق من صحة هذه التنبؤات، فإن رصد إشعاع هوكينغ من ثقب أسود بدائي سيكون اكتشافًا هائلاً. يعتقد العلماء أنه يمكن أن يوفر سجلًا نهائيًا لكل جسيم يشكل الكون. مثل هذا الاكتشاف لن يحدث ثورة في الفيزياء فحسب، بل سيسمح للباحثين أيضًا "بإعادة كتابة تاريخ الكون"، مما يقدم رؤى لا مثيل لها حول تكوينه وتطوره.









