التكنولوجيا اليومية
·09/09/2025
في تطور رائد، نجح باحثون في الدنمارك في تحويل بلاستيك PET المهمل، الذي يوجد عادة في الزجاجات وتغليف المواد الغذائية، إلى مادة عالية الفعالية قادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. تعالج هذه العملية المبتكرة أزمتين بيئيتين رئيسيتين في وقت واحد: التلوث البلاستيكي وتغير المناخ.
يساهم الإنتاج العالمي للبلاستيك والتخلص منه بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث ينتهي المطاف بالكثير من هذه النفايات في مدافن النفايات أو تلوث النظم البيئية. في الوقت نفسه، أدت الحاجة الملحة للتخفيف من تغير المناخ إلى تسريع تطوير التقنيات التي تزيل ثاني أكسيد الكربون بنشاط من الهواء. يقدم هذا البحث الجديد، الذي نُشر في مجلة Science Advances، نهجًا واعدًا من خلال إعادة استخدام النفايات البلاستيكية كأداة للعمل المناخي.
استخدم فريق البحث الدنماركي تفاعلًا كيميائيًا يُعرف باسم التحلل الأميني (aminolysis) لإعادة تدوير بلاستيك PET إلى مادة تسمى BAETA. تتميز هذه المادة بتركيبة مسحوقية يمكن تشكيلها على شكل حبيبات، مما يجعلها فعالة في احتجاز جزيئات ثاني أكسيد الكربون. وفقًا للدراسة، يمكن لرطل واحد من BAETA امتصاص ما يقرب من 0.15 رطل من ثاني أكسيد الكربون، مما يدل على كفاءة ملحوظة مقارنة بأنظمة التقاط الكربون التجارية الحالية.
تُظهر مادة BAETA مقاومة حرارية فائقة مقارنة بالمواد الماصة الأمينية الأخرى، حيث تظل مستقرة عند درجات حرارة تصل إلى 482 درجة فهرنهايت (250 درجة مئوية). بينما تتطلب المزيد من الطاقة الحرارية لتحقيق أقصى امتصاص وإطلاق لثاني أكسيد الكربون، يعتقد الباحثون أنه يمكن إدارة ذلك ضمن نظام لالتقاط الكربون قابل للتطوير وفعال من حيث التكلفة. يتم الإقرار باحتمال ارتفاع تكاليف الطاقة، ولكن الفوائد الإجمالية لاستخدام مادة نفايات متاحة بسهولة كبيرة.
توفر وفرة بلاستيك PET، وخاصة الكميات الهائلة المتراكمة في المحيطات، فرصة فريدة. يحرص الباحثون على استخدام بلاستيك PET المتحلل بشدة الموجود في البيئات البحرية، حيث إنه مناسب تمامًا لطريقتهم في إعادة التدوير. لا يمكن لهذا النهج أن يساعد في التخفيف من التلوث البلاستيكي البحري فحسب، بل يمكنه أيضًا أن يخلق حافزًا اقتصاديًا ملموسًا لجهود تنظيف المحيطات، محولًا مشكلة بيئية منتشرة إلى جزء من حل المناخ.









