التكنولوجيا اليومية
·28/07/2025
اكتشف العلماء صلة مفاجئة بين الإيقاع المنتظم لمد وجزر المحيطات والانفصال الهائل لأكبر الجبال الجليدية في القارة القطبية الجنوبية. تشير دراسة حديثة، ركزت على جرف برانت الجليدي، إلى أن قوى المد والجزر تلعب دورًا مهمًا في تكسر وانفصال الكتل الجليدية الضخمة.
في عام 2021، لاحظ الباحثون التطور الأولي لتشققات كبيرة على جرف برانت الجليدي في القارة القطبية الجنوبية. وبعد عامين، انفصل جبل جليدي ضخم، يبلغ حجمه ضعف حجم مدينة نيويورك تقريبًا ويُدعى A-81. دفع هذا الحدث فريقًا من هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء "سلوك التصدع" هذا.
من خلال تطوير نموذج رياضي يدمج القوى الطبيعية مثل مد وجزر المحيطات وأنماط الرياح، هدف الباحثون إلى فهم الضغوط على الرف الجليدي. أشارت نتائجهم إلى أن الجبل الجليدي A-81، وعلى الأرجح العديد من الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى، انفصلت خلال الربيع عندما تكون تيارات المد والجزر في أقوى حالاتها. يدعم هذا الاكتشاف فكرة أن القوى البيئية هي محركات حاسمة لأحداث الانفصال.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، لا تؤكد الافتراضات المنطقية فحسب، بل توفر أيضًا إمكانية تعزيز دقة نماذج التنبؤ بأحداث الانفصال، وهو مجال كان يمثل تحديًا تاريخيًا. صرح المؤلف الرئيسي أوليفر مارش: "إنه لأمر مثير للغاية أن نكتشف صلة بين شيء يمكن التنبؤ به مثل المد والجزر وعملية انفصال الجبال الجليدية المفاجئة والدرامية."
بينما يقدم النموذج رؤى قيمة، يقر المؤلفون بطبيعته المبسطة. فهو يفسر بشكل أفضل نمو التشققات الأصغر والأكثر تدرجًا. يمكن أن تتسبب الأحداث الأكثر تطرفًا، مثل تلك التي تسببها التغيرات في درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ، في حدوث شقوق أكبر. ومع ذلك، يمثل هذا البحث خطوة حاسمة في نمذجة تأثير المحركات البيئية على الانفصال، مما يمكن أن يفيد التنبؤات المستقبلية، خاصة في ظل الظروف الجوية أو المحيطية القاسية. إن فهم هذه العمليات أمر حيوي، حيث تؤثر الجبال الجليدية الكبيرة بشكل كبير على دوران المحيطات والنظم البيئية المحلية، ويمثل انفصالها جزءًا كبيرًا من فقدان الجليد من القارة القطبية الجنوبية سنويًا.









