الصحة اليومية
·16/06/2025
قد تتأثر التحولات السياسية الأخيرة لوزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف كينيدي جونيور، لا سيما فيما يتعلق باللقاحات، بمفهوم طبي قديم يُعرف بنظرية الميازما. تفترض هذه النظرية، التي تقول إن الأمراض تنشأ من "الهواء الفاسد" أو التلوث البيئي، أنها سبقت نظرية الجراثيم الحديثة وقد تم دحضها إلى حد كبير من قبل العلوم السائدة. ومع ذلك، يبدو أن تفسير كينيدي لهذه النظرية يشكل نهجه في الصحة العامة.
تعد نظرية الميازما إحدى أقدم محاولات البشرية لتفسير المرض. نشأت مع أبقراط، واقترحت أن الأوبئة تنبع من التلوث الجوي. اكتسبت هذه الفكرة زخمًا مع شخصيات مثل فلورنس نايتنجيل وحتى أدت إلى ممارسات مفيدة مثل تحسين الصرف الصحي.
شهد المجتمع العلمي اختراقًا كبيرًا مع ظهور نظرية الجراثيم، التي دافع عنها علماء مثل لويس باستور وروبرت كوخ. اكتشفوا أن الكائنات الدقيقة، وليس الروائح الغامضة، هي المسؤولة عن التسبب في الأمراض وانتشارها. أدى هذا الكشف إلى تقدمات طبية كبيرة، بما في ذلك:
في كتابه، روبرت أنتوني فاوتشي الحقيقي: بيل جيتس، شركات الأدوية الكبرى، والحرب العالمية على الديمقراطية والصحة العامة، يعيد روبرت إف كينيدي جونيور تفسير نظرية الميازما، مؤكدًا على الوقاية من الأمراض من خلال تقوية الجهاز المناعي، والتغذية، وتقليل التعرض للسموم البيئية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن تعريفه ينحرف بشكل كبير عن الفهم التاريخي للنظرية.
يشير الدكتور بول أوفيت، خبير اللقاحات، إلى أن كينيدي يرى "السموم البيئية" مثل الإشعاع الكهرومغناطيسي والمبيدات الحشرية واللقاحات على أنها ميازما حديثة. هذا المنظور يثير قلق العديد من المهنيين الطبيين.
يرى النقاد، مثل الدكتور أميش أدالجا، أن استدعاء كينيدي لنظرية الميازما هو شكل من أشكال "التعمية" المصممة لتقويض قيمة اللقاحات. لم يوضح مكتب كينيدي علنًا وجهات نظره حول التفاعل بين نظريتي الميازما والجراثيم.









