الصحة اليومية
·01/10/2025
تشير دراسة تجريبية حديثة إلى أن الالتزام بنظام غذائي كيتوجيني مُعدّ بشكل جيد لمدة 10 أسابيع على الأقل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في أعراض الاكتئاب بين طلاب الجامعات. وأشار البحث، الذي نُشر في مجلة Translational Psychiatry، أيضًا إلى تحسينات في الرفاهية العامة والوظيفة الإدراكية للمشاركين.
بدأت الدراسة استجابة للانتشار المتزايد للاكتئاب الشديد، وخاصة بين طلاب الجامعات. في حين أن العلاجات الحالية مثل العلاج النفسي والأدوية فعالة للعديد من الأشخاص، إلا أنها لا تعمل مع الجميع ويمكن أن يكون لها آثار جانبية. استكشف الباحثون في جامعة ولاية أوهايو النظام الغذائي الكيتوجيني كعلاج تكميلي محتمل، وبحثوا في العلاقة بين الصحة الأيضية والاكتئاب.
تضمنت هذه التجربة المستقبلية ذات الذراع الواحد 24 طالبًا جامعيًا تم تشخيص إصابتهم باضطراب الاكتئاب الشديد وكانوا يتلقون العلاج بالفعل. بعد الفحص، أكمل 16 طالبًا التدخل الذي استمر من 10 إلى 12 أسبوعًا. تلقى المشاركون تعليمًا تفصيليًا حول النظام الغذائي الكيتوجيني، والذي تضمن الحد من تناول الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جرامًا يوميًا، وتناول البروتين المعتدل، والحصول على بقية السعرات الحرارية من الدهون، مع التركيز على الأطعمة الكاملة. قدم فريق البحث الدعم الغذائي وبعض الأطعمة الأساسية للمساعدة في الالتزام.
طوال فترة الدراسة، قام الباحثون بمراقبة أعراض الاكتئاب باستخدام الاستبيانات المبلغ عنها ذاتيًا وتقييمات الأطباء. كما تتبع المشاركون مستويات الكيتون والجلوكوز في الدم يوميًا. وشملت التقييمات الإضافية فحوصات تكوين الجسم، وعينات الدم للعلامات الأيضية والالتهابية، ومجموعة من الاختبارات المعرفية.
كانت النتائج مذهلة: انخفضت درجات الاكتئاب المبلغ عنها ذاتيًا بمتوسط 69 بالمائة، وانخفضت الدرجات التي قيمها الأطباء بنسبة 71 بالمائة. شهد كل مشارك أنهى الدراسة تحسنًا في درجات الاكتئاب لديه. بالإضافة إلى المزاج، فقد المشاركون متوسط 11 رطلاً، معظمها من دهون الجسم. أظهر تحليل الدم زيادة بنسبة 32 بالمائة في عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ وانخفاضًا بنسبة 52 بالمائة في اللبتين. كشفت الاختبارات المعرفية عن تحسينات كبيرة في الذاكرة العرضية وسرعة المعالجة والوظائف التنفيذية.
لم يجد الباحثون أي ارتباط كبير بين تحسن الاكتئاب وفقدان الوزن أو وجود الكيتون وحده، مما يشير إلى وجود آليات بيولوجية أكثر تعقيدًا. مع الاعتراف بقيود الدراسة التجريبية، بما في ذلك صغر حجم العينة وعدم وجود مجموعة تحكم، فإن المؤلفين متشجعون بالنتائج. ويؤكدون على الحاجة إلى تجارب معشاة ذات شواهد أكبر لتأكيد هذه النتائج وتحديد المسارات البيولوجية المحددة المسؤولة عن الفوائد المرصودة. تقدم الدراسة وسيلة واعدة لتطوير تدخلات غذائية قابلة للتطوير لدعم الصحة العقلية.









