الصحة اليومية
·29/09/2025
في اكتشاف رائد، حدد فريق بحث دولي جزيئًا تنتجه البكتيريا داخل الأورام يعزز بشكل كبير فعالية العلاج الكيميائي. يتضمن هذا الاكتشاف، الذي يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان، مركبًا طبيعيًا يهيئ الخلايا السرطانية للتدمير بواسطة أدوية العلاج الكيميائي، ونسخة محسنة صناعيًا تظهر وعدًا أكبر.
حدد باحثون من مؤسسات تشمل إمبريال كوليدج لندن وجامعة كولونيا جزيئًا، وهو 2-ميثيل أيزوسيترات (2-MiCit)، تنتجه البكتيريا الشائعة في أورام القولون والمستقيم. وُجد أن هذا الجزيء يعزز فعالية دواء العلاج الكيميائي 5-فلورويوراسيل (5-FU).
تضمنت الدراسة فحصًا مكثفًا في الدودة المجهرية C. elegans، مما أدى إلى تحديد دور 2-MiCit. وأكدت النمذجة الحاسوبية اللاحقة والتحقق في مزارع الخلايا السرطانية البشرية ونموذج ذبابة الفاكهة خصائصه المضادة للسرطان وقدرته على إطالة العمر.
يعمل 2-MiCit عن طريق تثبيط إنزيم حيوي داخل الميتوكوندريا في الخلايا السرطانية. يؤدي هذا الإجراء إلى تلف الحمض النووي ويحفز مسارات تعيق تقدم السرطان. يعمل الجزيء بشكل تآزري مع العلاج الكيميائي، مما يجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للخطر ويزيد بشكل كبير من فعالية العلاجات عند استخدامها مجتمعة.
تضمنت الأبحاث الإضافية كيميائيين طبيين قاموا بتعديل جزيء 2-MiCit. أثبت هذا المشتق الاصطناعي أنه أكثر فعالية في القضاء على الخلايا السرطانية، مما يدل على إمكانية إنشاء أدوية جديدة تعتمد على هذه المركبات الميكروبية الطبيعية. يصف العلماء هذا بأنه "تحسين على الطبيعة الأم" لتطوير عوامل علاجية أكثر قوة.
تؤكد هذه الأبحاث الدور الحاسم للميكروبيوم المرتبط بالورم في تطور السرطان وعلاجه. وتسلط الضوء على إمكانية تسخير المستقلبات الميكروبية لإنشاء علاجات سرطان أكثر فعالية وتخصيصًا، مع التركيز على نهج شمولي يأخذ في الاعتبار كلاً من المريض وسكانه الميكروبيين.









