الصحة اليومية
·09/08/2025
تشكل مستويات الرطوبة العالية في منطقة الخليج العربي تهديدًا صامتًا للرفاهية الجسدية والعقلية على حد سواء، خاصة خلال أشهر الصيف. ويسلط الدكتور سدير الكندي، أخصائي أمراض القلب والمدير الطبي لمركز الصحة والطبيعة في هيوستن ميثوديست، الضوء على أن الرطوبة المرتفعة تضعف آليات التبريد الطبيعية للجسم، مما يزيد من خطر الإرهاق الحراري وضربة الشمس ومشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو والحساسية بسبب انتشار العفن وعث الغبار والغبار.
أثبتت الدراسات الحديثة وجود صلة بين زيادة الرطوبة وارتفاع أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية، بما في ذلك النوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب والسكتات الدماغية. ويوضح الدكتور الكندي أنه عندما تتحد درجات الحرارة المرتفعة مع الرطوبة العالية، يكافح الجسم للحفاظ على توازن درجة حرارته الداخلية، مما يؤدي إلى مضاعفة الإجهاد الفسيولوجي. وتقل فعالية التعرق، وهو طريقة التبريد الأساسية للجسم، بشكل كبير حيث لا يتبخر العرق بسهولة في الظروف الرطبة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وحتى الإغماء إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية.
بالنسبة للأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، يمكن أن تؤدي الرطوبة العالية إلى تفاقم الأعراض عن طريق تضييق الممرات الهوائية وزيادة الحساسية. كما أنها تقلل من جودة الهواء عن طريق رفع مستويات الملوثات والمواد المسببة للحساسية. وبعيدًا عن الأضرار الجسدية، يمكن أن تؤثر الرطوبة سلبًا على الصحة العقلية. أشارت دراسة أجريت عام 2022 إلى أن الرطوبة النسبية قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، وزيادة التوتر، وتعطيل أنماط النوم، مما يساهم في الشعور العام بعدم الراحة وتقليل النشاط. ويشير الدكتور الكندي كذلك إلى أن الرطوبة يمكن أن ترفع مستويات القلق وتقلل من التركيز والقدرة على الحركة، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالتغيرات في ميكروبات الأمعاء التي تؤثر على الصحة العقلية.
للتخفيف من هذه الآثار السلبية، يوصي الدكتور الكندي بعدة احتياطات:
بينما يستحيل التحكم في المناخ، يؤكد الخبراء أن تبني هذه الاحتياطات البسيطة يمكن أن يقلل بشكل كبير من تأثير الرطوبة ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات صحية خطيرة.









