الصحة اليومية
·08/08/2025
تشير دراسة رائدة من جامعة هارفارد إلى سبيل جديد محتمل لعلاج مرض الزهايمر والوقاية منه. فقد وجد الباحثون أن نقص الليثيوم قد يلعب دورًا حاسمًا في شيخوخة الدماغ وتطور مرض الزهايمر، مما يبعث بصيص أمل في مكافحة هذا المرض المنهك.
لسنوات، أشارت النظرية السائدة إلى تراكم لويحات الأميلويد كسبب رئيسي لمرض الزهايمر. ومع ذلك، أظهرت العلاجات الحديثة التي تستهدف هذه اللويحات نجاحًا محدودًا في عكس فقدان الذاكرة. وقد دفع هذا الدكتور بروس يانكنر، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في جامعة هارفارد، إلى استكشاف تفسيرات بديلة. ويشير بحث فريقه الآن إلى أن نقص الليثيوم في الدماغ قد يكون الحلقة المفقودة.
حللت الدراسة أنسجة دماغية بعد الوفاة من مئات الأفراد، بالإضافة إلى عينات الدم ونتائج الاختبارات المعرفية. لاحظ العلماء أن الأفراد الأصحاء معرفيًا لديهم مستويات أعلى من الليثيوم. ومع بدء تشكل لويحات الأميلويد في المراحل المبكرة من الخرف، بدت وكأنها ترتبط بالليثيوم، مما يقلل من توفره لخلايا الدماغ. حدث هذا الاستنزاف حتى في المناطق غير المتأثرة باللويحات، مما قلل من وظائف الليثيوم الوقائية.
لاختبار فرضيتهم، أحدث الباحثون نقصًا في الليثيوم لدى الفئران. وقد أدى ذلك إلى تسارع شيخوخة الدماغ، والالتهاب، وضعف التواصل بين الخلايا العصبية، مما أدى إلى فقدان الذاكرة. وعندما وُضعت الفئران المعدلة وراثيًا لتطوير أعراض شبيهة بالزهايمر على نظام غذائي ناقص الليثيوم، تفاقم تطور مرضها بشكل كبير. والأهم من ذلك، أن استعادة الليثيوم إلى نظامها الغذائي، وخاصة باستخدام أوروتات الليثيوم، عكس الضرر واستعاد وظيفة الذاكرة، حتى في الفئران الأكبر سنًا المصابة بمرض متقدم.
أشاد الخبراء غير المشاركين في الدراسة بالنتائج باعتبارها تحولًا كبيرًا في فهم مرض الزهايمر. إن شكل الليثيوم الذي استخدمه فريق هارفارد، وهو أوروتات الليثيوم، فعال بجرعات أقل بكثير من تلك المستخدمة في حالات الصحة العقلية، مما قد يتجنب مشاكل السمية لدى المرضى المسنين. إن ملف السلامة لليثيوم راسخ بالفعل، مما قد يسرع من تطوير علاجات جديدة. وبينما تعد التجربة السريرية واسعة النطاق على البشر هي الخطوة الحاسمة التالية، يقدم البحث اتجاهًا جديدًا واعدًا لمكافحة مرض الزهايمر.









