الصحة اليومية
·30/07/2025
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة مفاجئة بين النوم المفرط وزيادة خطر الوفاة. فبينما يُنصح دائمًا بالنوم الكافي للصحة العامة، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات في الليلة قد يكون أكثر ضررًا من النوم القليل جدًا. تتحدى هذه النتائج الحكمة التقليدية وتسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين مدة النوم والرفاهية.
النوم هو ركيزة أساسية للصحة، إلى جانب التغذية والنشاط البدني. أثناء النوم، تخضع الجسم لعمليات فسيولوجية حاسمة تمكنه من الأداء الأمثل عند الاستيقاظ. وتشمل هذه العمليات استعادة العضلات، وتوحيد الذاكرة، وتنظيم العواطف. توصي مؤسسة صحة النوم الأسترالية، وهي منظمة غير ربحية رائدة، بأن يهدف البالغون إلى النوم لمدة 7-9 ساعات في الليلة.
بينما التوصية العامة هي 7-9 ساعات، يمكن أن تختلف احتياجات النوم الفردية. بعض الأشخاص يعملون بشكل جيد بشكل طبيعي على أقل من 7 ساعات من النوم. ومع ذلك، بالنسبة للغالبية، فإن النوم باستمرار أقل من 7 ساعات يمكن أن يؤدي إلى آثار قصيرة المدى مثل انخفاض الطاقة، واضطرابات المزاج، وزيادة التوتر، وصعوبة التركيز. يعتبر الحرمان من النوم على المدى الطويل عامل خطر كبير لمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية، السكتات الدماغية)، واضطرابات التمثيل الغذائي (السكري من النوع 2)، ومشاكل الصحة العقلية (الاكتئاب، القلق)، والسرطان، وفي النهاية، الوفاة المبكرة.
فحصت مراجعة شاملة لـ 79 دراسة، تابعت المشاركين لمدة عام واحد على الأقل، تأثير مدة النوم على تدهور الصحة والوفيات. وجد الباحثون أن الأفراد الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة لديهم خطر وفاة أعلى بنسبة 14% مقارنة بمن ينامون 7-8 ساعات. والأكثر إثارة للدهشة، أن أولئك الذين ناموا أكثر من 9 ساعات في الليلة واجهوا زيادة بنسبة 34% في خطر الوفاة مقارنة بمجموعة 7-8 ساعات. يتوافق هذا مع دراسة أجريت عام 2018 حللت 74 دراسة سابقة، ووجدت زيادة بنسبة 14% في خطر الوفاة المرتبط بالنوم لأكثر من 9 ساعات.
يشير العلماء إلى أن عوامل متعددة قد تؤثر على الارتباط الملاحظ بين النوم المفرط وسوء الصحة. من الشائع أن ينام الأفراد الذين يعانون من حالات صحية مزمنة لفترات أطول. قد يكون هذا بسبب حاجة أجسامهم إلى راحة إضافية للتعافي، أو قد يكون نتيجة لأعراض أو آثار جانبية للأدوية. قد يعاني الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة أيضًا من سوء نوعية النوم، مما يدفعهم إلى قضاء المزيد من الوقت في السرير في محاولة للحصول على مزيد من الراحة. لا يزال البحث مستمرًا لفهم هذه العلاقات المعقدة بشكل كامل.









