الصحة اليومية
·25/07/2025
يُظهر اختبار طبي ثوري، طوره باحثون في جامعة ديوك، وعدًا ملحوظًا في التنبؤ بمتوسط عمر الفرد وقابليته للإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وأبرزها مرض الزهايمر. يستخدم الاختبار، الذي يعتمد على فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، معدل الشيخوخة البيولوجية، مما يوفر أداة جديدة قوية للكشف المبكر عن الأمراض والرعاية الصحية الوقائية.
يركز الاختبار الجديد على "الشيخوخة البيولوجية"، والتي تشير إلى مدى سرعة شيخوخة جسمك مقارنة بعمرك الزمني. يمكن أن يؤثر هذا المعدل بشكل كبير على صحتك العامة ومتوسط عمرك المتوقع. وجد الباحثون أن الشيخوخة البيولوجية الأسرع مرتبطة بالتغيرات الجسدية في الدماغ التي تُلاحظ عادةً لدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من التدهور المعرفي.
طور العلماء أداة تسمى DunedinPACN، والتي تجري فحصًا واحدًا لحساب "معدل الشيخوخة" للمريض. يتضمن هذا الحساب تحليل عوامل مختلفة، بما في ذلك مساحة سطح الدماغ، وحجم المادة الرمادية، وحجم مناطق معينة من الدماغ مثل الحصين.
النقاط الرئيسية:
في دراسة شملت 860 مشاركًا من دراسة Dunedin، كشفت أداة DunedinPACN عن ارتباطات كبيرة. وُجد أن الأفراد الذين تم تحديدهم على أنهم يشيخون بيولوجيًا بشكل أسرع كانوا:
أكد الدكتور أحمد الحريري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك، على أهمية النتائج: "ما هو لافت للنظر حقًا هو أننا تمكنا من تتبع مدى سرعة شيخوخة الأشخاص باستخدام البيانات التي تم جمعها في منتصف العمر، وهذا يساعدنا على التنبؤ بتشخيصات الخرف لدى الأفراد الأكبر سنًا بكثير."
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأفراد الذين يعانون من شيخوخة أسرع في الدماغ كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الذاكرة والتفكير وأظهروا انكماشًا أكبر في الحصين، وهو منطقة رئيسية للذاكرة. ارتبط صغر حجم الحصين بالتدهور المعرفي الأسرع، بينما ارتبطت البطينات الأكبر (المساحات المملوءة بالسوائل في الدماغ) بنتائج صحية أسوأ بعد منتصف العمر.
يتجاوز هذا النهج المبتكر "ساعات الشيخوخة" التقليدية التي غالبًا ما تعتمد على بيانات من مجموعات عمرية متنوعة في نقطة زمنية واحدة. من خلال التركيز على المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 عامًا تقريبًا، يضمن الأسلوب الجديد اتساقًا أكبر في النتائج. تستخدم الأداة برامج مثل FreeSurfer لقياس أكثر من 300 سمة للدماغ، بما في ذلك سمك القشرة، حيث قد تشير المناطق الأرق إلى شيخوخة أسرع أو تلف.
شدد البروفيسور الحريري على الارتباط القوي بين شيخوخة الدماغ والجسم، مشيرًا إلى أن الارتباط بين معدل الشيخوخة والخرف كان متسقًا عبر مختلف الخلفيات العرقية والاجتماعية والاقتصادية في الدراسة. يمكن لهذا الاختراق أن يُحدث ثورة في الطب الوقائي، مما يسمح بتدخلات مبكرة ويحتمل أن يحسن النتائج الصحية طويلة الأجل.









