التكنولوجيا اليومية
·24/12/2025
تنوي روسيا تغييراً جذرياً في مشاريعها الفضائية المقبلة؛ فبدلاً من إرسال وحدات جديدة بالكامل إلى الفضاء، ستأخذ أجزاءها من محطة الفضاء الدولية (ISS) وتُعيد تثبيتها في محطتها المدارية الجديدة التي تُعرف باسم ROSS. يتزامن القرار مع اقتراب التوقف المقرر لمحطة الفضاء الدولية، إذ قرّرت موسكو البقاء في المشروع حتى عام 2028.
لم تعد روسيا تنوي إنشاء محطة جديدة من الصفر. وافق المجلس العلمي والتقني في روسكوزموس على اقتراح يقضي باستخدام القسم الذي تملكه الآن في محطة الفضاء الدولية ليكون نواة محطة ROSS. أوضح أوليغ أورلوف، مدير معهد المشاكل الطبية الحيوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، أن لجنة خاصة تعمل على هذه الفكرة منذ أشهر.
عندما تُسقط محطة الفضاء الدولية في جنوب المحيط الهادئ حوالي عام 2030، ستفصل روسيا وحداتها وتضيف لها وحدات أخرى لتشكيل ROSS. هذا التغيير يُبعد موسكو عن خطتها الأولى التي كانت تقضي بإطلاق أول وحدة عام 2027 ثم إضافة بقية الوحدات تباعاً حتى 2035 لتصبح المحطة صالحة للسكن عام 2028.
التحوّل في الاستراتيجية يأتي وسط توترات سياسية، خصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضعف تعاونها مع شركائها في الفضاء. سبق أن هدّدت موسكو بالانسحاب من محطة الفضاء الدولية بعد 2024 لكنها تراجعت وقرّرت البقاء حتى 2028.
تزيد المشكلات التقنية من صعوبة المهمة. منذ 2019 تسرّب الهواء باستمرار من الردهة التي تصل منفذ الالتحام بوحدة Zvezda، ويُقال إن معدل التسرّب تضاعف مع الوقت. هذا الوضع دفع وكالة ناسا إلى تأجيل مهمة Axiom 4 في حزيران بعد رصد ضغط منخفض جديد داخل وحدة Zvezda.
عملت المحطة لأكثر من عشرين عاماً وتعرّضت أجهزتها لظروف الفضاء القاسية، كما تراكمت داخلها بكتيريا. خطة إعادة استخدام مكوّناتها القديمة تطرح سؤالاً مباشراً: كيف ستتعامل روسيا مع التسرّبات المسجلة والتآكل الواضح عند بناء ROSS؟









