التكنولوجيا اليومية
·10/12/2025
تتصدر كوريا الجنوبية العالم في عدد الروبوتات مقارنة بعدد العاملين، إذ يوجد لديها أكثر من 1000 روبوت صناعي لكل 10 آلاف موظف. لكن هذه الأرقام المرتفعة تخفي ضعفاً محلياً في تصنيع الروبوتات المتقدمة وعالية الأداء، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي المادي والروبوتات البشرية. رغم انتشار الأتمتة في المصانع الكورية، لا تحتل البلاد مكانة الصدارة في إنتاج أنظمة روبوتية ذكية ومتطورة.
المشهد الصناعي في كوريا الجنوبية مؤتمت بشكل كبير، إذ يعرض مصنع هيونداي موتور في أولسان خطوط تجميع تعمل بالروبوتات بالكامل. أشار الاتحاد الدولي للروبوتات إلى أن كوريا تضم 1012 روبوتاً صناعياً لكل 10 آلاف موظف في عام 2023، متجاوزة بفارق كبير المتوسط العالمي البالغ 162 روبوتاً. تعكس هذه الكثافة العالية في المقام الأول استخدام الروبوتات الصناعية التقليدية وليس الذكاء الاصطناعي المادي المتطور.
بينما تتفوق كوريا في نشر الروبوتات، تتخلف بشكل ملحوظ في تطوير الروبوتات البشرية المتقدمة. تشير التقارير إلى أن الصين كشفت بين عامي 2022 وبداية 2024 عن 61٪ من نماذج الروبوتات البشرية الجديدة عالمياً، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 24٪. ساهمت كوريا الجنوبية، رغم نجاحها المبكر مع روبوت Hubo عام 2004، بنموذج واحد فقط من Rainbow Robotics خلال تلك الفترة. يظهر نشاط براءات الاختراع هذا التفاوت، إذ قدمت الصين أكثر من 5000 براءة اختراع مرتبطة بالروبوتات البشرية مقابل 368 براءة في كوريا.
يقترح الخبراء أن الاستخدام الواسع للروبوتات في كوريا يجعلها سوقاً تجريبياً جذاباً للشركات الأجنبية، لكن هذا لا يتحول إلى قيادة محلية في إنتاج الروبوتات الصناعية المتطورة. حتى الاستثمارات الكبيرة، مثل حصة مجموعة هيونداي موتور في Boston Dynamics، لا تمنح سيطرة واسعة على التقنيات الأساسية.
تسهم عدة عوامل في صعوبة الحفاظ على مكانة كوريا الريادية في مجال الروبوتات المتقدمة. من أبرز التحديات الاعتماد الكبير على المكونات المستوردة. معدلات الإنتاج المحلي للأجزاء الحيوية مثل المخفضات والمحركات وأجهزة الاستشعار ووحدات التحكم تبقى منخفضة، ما يستدعي استيراد الجزء الأكبر من الصين واليابان. هذا الاعتماد يعرض كوريا لاضطرابات سلسلة التوريد ويحد من قدرتها على التكامل الرأسي والابتكار.
إضافة إلى ذلك، أظهرت الشركات الكبيرة تردداً واضحاً في ضخ استثمارات كثيفة في سوق الروبوتات، إذ تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 98٪ من بين 2524 شركة روبوتات كورية. كما يُنظر إلى تأثير نقابات العمال القوية، بينما تدافع عن حقوق العمال، كعائق محتمل أمام مكاسب الإنتاجية والتبني السلس للأتمتة.
يتصاعد السباق العالمي للهيمنة على الذكاء الاصطناعي المادي، تقوده الولايات المتحدة بشركات مثل Tesla و Figure AI، وتلحق الصين بهدفها بقوة عبر الدعم الحكومي الضخم وطرح المنتجات بسرعة. خصصت الصين نحو 141 مليار دولار لقطاع الروبوتات، بينما يبلغ تخصيص كوريا لتحالف K-Humanoid حتى عام 2030 نحو 681 مليون دولار. يؤكد هذا التباين الحاد في الاستثمار اتساع الفجوة التكنولوجية والتنافسية.









