التكنولوجيا اليومية
·09/12/2025
يشير تقرير جديد صادر عن OpenAI، يحلل بيانات مليون عميل من الشركات، إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات ينمو بسرعة، لكن توفير الوقت اليومي للموظف العادي أقل بكثير مما كان يُتوقع. تُظهر النتائج أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُحسّن الكفاءة وتتيح مهامًا جديدة، لكن التحول الإنتاجي الكبير الذي توقعه كثيرون لم يحدث بعد لمعظم الموظفين.
تقرير OpenAI بعنوان "حالة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات"، استنادًا إلى بيانات استخدام مجهولة واستطلاع شمل 9000 موظف، يُبرز زيادة كبيرة في دمج الذكاء الاصطناعي داخل الشركات. تضاعفت الرسائل الأسبوعية المرسلة عبر ChatGPT Enterprise حوالي ثماني مرات خلال العام الماضي، وازداد استخدام GPTs المخصصة بتسعة عشر ضعفًا. كما ارتفع استخدام المطالبات المعقدة، المقاسة باستهلاك رموز الاستدلال، بأكثر من 320 مرة.
رغم هذا الاستخدام الواسع والتحسينات المعلنة في سرعة وجودة المهام، فإن متوسط الوقت اليومي الذي يُوفره مستخدمو ChatGPT Enterprise يتراوح بين 40 و60 دقيقة. هذا الوقت المسترجع له قيمة، خاصة في يوم عمل مزدحم، لكنه لا يصل إلى مستوى ثورة الإنتاجية التي يُشار إليها عادةً.
يُظهر التقرير تباينًا واضحًا بين مستخدمي "الريادة" - الذين يقعون ضمن أعلى 5٪ من كثافة استخدام الذكاء الاصطناعي - والموظف العادي. هؤلاء المستخدمون المتقدمون، الذين يرسلون ستة أضعاف عدد الرسائل التي يرسلها المستخدم العادي، يُبلغون عن توفير وقت يتجاوز 10 ساعات أسبوعيًا. يحققون ذلك من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في سير عملهم الأساسي، وأتمتة المهام الروتينية، ومعاملته كشريك دائم بدلاً من أداة تُستخدم من حين لآخر.
حتى لهؤلاء المستخدمين المكثفين، فإن توفير الوقت المعلن عنه يبلغ حوالي ساعتين يوميًا، وهو رقم محدود. تقترح OpenAI أن مكاسب الإنتاجية المستقبلية ستأتي على الأرجح ليس فقط من نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها، بل من كيفية إعادة المؤسسات تصميم عملياتها وسير عملها بشكل أساسي للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر فعالية.
بالنسبة للموظف العادي، يعمل الذكاء الاصطناعي حاليًا كمساعد مفيد، يُسرع المهام ويُقلل من الملل. لكن التوفير المحدود في الوقت لمعظم الناس يُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم قوته، لا يزال يُستكشف فيه إمكاناته التحويلية الكاملة داخل بيئة العمل.









