التكنولوجيا اليومية
·01/12/2025
تخرج الروبوتات الشبيهة بالبشر من المصانع والمستودعات لتصبح مساعدات منزلية جاهزة للبيع المباشر للمستهلكين. يمثل روبوت نيو الذي طورتْه شركة 1X في كاليفورنيا هذا الاتجاه. بينما تركز مشاريع تسلا وفيجور على الإعدادات الصناعية، يوجّه نيو خدماته إلى الأسر العادية. يشير هذا التحوّل إلى بداية مرحلة تُبنى فيها روبوتات متقدمة للتفاعل مع البيئات اليومية وتنفيذ مهام مثل طي الملابس وتحميل غسالة الأطباق والترتيب، وهي أعمال كانت تقتصر على البشر أو على روبوتات بسيطة مثل رومبا.
تتيح نماذج اللغة الكبيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التحدث باللغة الطبيعية وتلقي الأوامر الكلامية، فيصبح التحكم في نيو ممكناً بالكلام فقط. يتفاعل المستخدم مع الروبوت كما يتفاعل مع إنسان، ما يبسط الاستخدام ويختصر التعلم. تستفيد قدرات نيو على الرؤية والسمع وتذكر التفاعلات من الذكاء السياقي ليتأقلم مع روتين صاحبه. لا تزال كثير من الوظائف تُشغَّل عن بُعد أو تستعين بخبراء، لكن تطور الذكاء الاصطناعي يجعل الاستقلالية الجزئية ممكنة، ويُنتظر أن يعمل نيو بمفرده في معظم الأحيان خلال السنوات القليلة القادمة.
مع انتشار روبوتات مثل نيو داخل البيوت، صارت مسائل الخصوصية والأمان من الأولويات. زوّد نيو بخاصية الاستماع الانتقائي وإمكانية تعتيم الكاميرا وتقييد المناطق لمعالجة تلك المخاوف. الأهم أن النموذج يعتمد حالياً على تشغيل بشري عن بُعد في كثير من المهام، ما يعكس نهجاً تدريجياً تقدّم فيه الصناعة السلامة والخصوصية على الإطلاق السريع للاستقلالية. يستطيع المالك تحديد أماكن تواجد الروبوت والموافقة على جلسات مساعدة عن بُعد، وهي ممارسة تُعد من أسس نشر الذكاء الاصطناعي المسؤول داخل المنزل.
تعكس هذه الاتجاهات تقدماً ملموساً في الروبوتات، إذ تتجه شركات مثل 1X نحو روبوتات منزلية عملية تحترم الخصوصية وتسهل الاستخدام. لم تعد الروبوتات الشبيهة بالبشر خيالاً علمياً، بل أضحت خياراً واقعياً خلال السنوات القليلة المقبلة.









