التكنولوجيا اليومية
·21/11/2025
ظهرت روبوتات بملامح وأطراف بشرية داخل قاعات إنتاج السيارات، ما يعلن عن مرحلة جديدة من الأتمتة في هذا القطاع. يحدوها وعد كبير برفع معدّل الإنتاج، لكن عقبات رئيسية تكبح انتشارها الواسع في كل المصانع. تروّج الروبوتات المتقدمة بزيادة الكفاءة والمرونة، إلا أن إدخالها في الخطوط ليس مجرّد تركيب أجهزة؛ هو عملية معقّدة.
تبحث شركات السيارات باستمرار عن طرق لإدخال روبوتات ذات شكل بشري إلى خطوط الإنتاج. صُمِّمت لتقليد تركيبة جسم الإنسان وحركته، فتستطيع تنفيذ مهام متعددة: تجميع، نقل مواد، تغليف. تكمن ميزتها في قابليتها للتبديل بين الأعمال دون إعادة برمجة شاملة، بعكس الروبوتات الصناعية التقليدية التي تُبرمج عادةً لعمل واحد محدد يتكرر آلاف المرات.
رغم التقدم، تعترض أربع مشكلات أساسية طرح الروبوتات البشرية في كل مصنع سيارات. المشكلة الأولى هي الثمن المرتفع لشراء الروبوت وتجهيزه. ثم يأتي الحاجة لتعديل البنية التحتية وتدريب العاملين الذين سيعملون إلى جانبه، ما يتطلّب ميزانية ضخمة.
ثالث العقبات يتمثّل في حدود المهارات الحركية الدقيقة والتكيّف. تستطيع الروبوتات تنفيذ مهام متعددة، لكنها تفتقر إلى الذراعة الرفيعة والحكم السليم اللذين يتقنهما العامل البشري، خصوصاً عند مواجهة عمليات غير متوقعة أو معقّدة. أما الرابع، فهو السلامة؛ لا بد من بروتوكولات واضحة وحسّاسات متقدمة لضمان عدم حدوث إصابات أثناء الاشتغال المشترك.
يتوقع مختصو القطاع أن الروبوتات البشرية ستكتسب أهمية متزايدة مع تراجع الأسعار ونضوج التقنيات. يتركز البحث على توسيع قدراتها، خفض كلفتها، تعزيز أنظمة السلامة. ينتظر أن يؤدي دمجها الناجح إلى خطوط تصنيع أكثر مرونة وكفاءة خلال السنوات القادمة، على أن يتم الانتقال بوتيرة تدريجية لا عبر قفزة واحدة.









